السودان دولة مستقلة و ليست جزء من مصر
خلال زيارة الرئيس المصري " عبد الفتاح السيسي " أول أمس للسودان أصدر عبارة أثارت جدلاً وسط الصحفيين و العامة و أثارت البلبلة و هي أن السودان جزء من مصر , و هذا خطأ كبير لأن السودان دولة حرة مستقلة ليست جزءً من أي دولة و لها سيادتها منذ إستقلالها عام 1956 م ,
جاء موقف السيسي هذا و الكثير من المصريين يتفقون معه و يرون أن السودان هي أراضي مصرية و ليست هي فقط بل كثير من أراضي شرق أفريقيا ووسطها , هم يخلطون بين الأراضي التي هي تاريخياً كانت جزء من مصر و تحت إدارة الحكام عبر العهود الماضية و بين الأراضي التي كانت تُحتل بين الحين و الأخر و بسبب أهداف سياسية توسعية من قٍِبل الحكام المصرييين عبر التاريخ و من تلك الأراضي هي أرض السودان , و إليكم بإجاز ما قد تم من إحتلال مصري للسودان في عهد محمد علي باشا ,
مصر قامت بإحتلال السودان ( عام 1820 م ) خلال عهد " محمد علي باشا " و كان إحتلال عسكري فأرسل محمد علي جيشين أحدهما بقيادة ابنه إسماعيل لغزو مملكة الفونج، وإخضاع أراضيها لحكمه. أما الجيش الثاني فقد كان بقيادة صهره الدفتردار، وكان على هذا الجيش أن يتوجه إلى كردفان بغربي السودان.
وكانت لمحمد علي أسباب تدفعه إلى القيام بهذا العمل، فقد كان يريد إعداد جيش قوي يحسن تعلم النظام وقبول الأوامر والانصياع لرؤسائه , ومن أهدافه أيضًا الحصول على مناجم الذهب وخصوصًا في جبال شنقول، واحتكار تجارة الأراضي السودانية من رقيق وعاج وأشياء أخرى، وتأمين حاجة مصر من مياه النيل خوفًا من سيطرة دولة أخرى عليه. وكان محمد علي نفسه يخشى على موقفه من الأطماع الغربية فقرر الاستيلاء على الأراضي السودانية لتكون له ملاذًا من الأطماع الأوروبية، وأمانًا لحدوده الجنوبية. لهذه الأسباب أرسل محمد علي الجيشين إلى السودان للاستيلاء على مملكة الفونج وإنهاء حكمهم من سنار وضم منطقة كردفان.
كان جيش إسماعيل يتكون من 4,500 جندي، مسلحين بالأسلحة النارية ومعهم بعض المدافع والخبراء.
تقدم هذا الجيش في 1236هـ، 1820م. ولم يصادف أية مقاومة تذكر في المرحلة الأولى، حتى وصل إلى أرض قبيلة الشايقية التي قاوم أهلها جيش محمد علي، والتحموا معه في معركة كانوا يحاربون فيها بالسلاح الأبيض، لكن السلاح الناري فتك بهم وشتت شملهم، ولم تنجح المقاومة. واضطرت قبيلة الشايقية إلى الاستسلام. وتقدم جيش إسماعيل بعد ذلك جنوبًا في طريقه إلى سنار
و كانت من أهم أسباب الثورة المهدية ( أواخر القرن التاسع عشر ) هو إجلاء الأحتلا المصري عن السودان بسبب الضرائب الباهضة التي كانت تفرض علي السودانيين فرد و كل شئ و الممارسات و إستغلال موارد و أراضي السودان .
أما بخصوص الحكم الثنائي للسودان فبسبب الأطماع البريطانية للتوسع و إستغلال ثورات البلاد أرادت بريطانيا أن تشارك مصر في حكم السودان فأرسلت جيشاً بقيادة " كِتشنر " و مكون من قوات مشتركة بريطانية و مصرية و بعض الفرق الأخري لغزو السودان من الشمال للجنوب و ذلك كان عام 1896م , و بالفعل تقدم الجيش من عند الحدود المصرية في الشمال ثم زحف أولا لدنقلة فأستولي عليها ثم أكمل جنوبا للعاصمة في ذلك الوقت " أم درمان " و أستولي عليها و سقطت السودان في يد البريطانيين و أصبحت منذ ذلك الوقت يتحكم بها المصريين و البريطانيين , ثم أعد اللورد "كرومَر " المندوب السامي الانجليزي في مصر اتفاقية لحكم السودان و اتعرفت بإسم " الحكم الثنائي للسودان " المصري الإنجليزي ,
و تقاسمت مصر و بريطانيا من خلالها حكم السودان و تواجد جيشيين في السودان مصري و الأخر بريطاني ,
و منذ ذلك العهد تمت بوادر تقسيم السودان بين شمال و جنوب بسبب قانون أصدر مقتضاه عدم ذهاب السودانيين في الشمال للجنوب و عزل منطقة الجنوب عن الشمال و سمي ذلك القانون " المناطق المقفولة "
و توالت الثورات و الإنتفاضات حتي نالوا السودانيين إستقلالهم عام 1956 م عن الإحتلال المصري/ الإنجليزي و أعلنوا دولتهم مستقلة و تم رفع علم الإستقلال في البرلمان السوداني علي يد رئيس الحكومة " اسماعيل الأزهري في يناير 1956 م .
تعليقات
إرسال تعليق