غلق مسجد الحسين .. و التضيق على الشيعة في مصر


العلاقة بين السُنة و الشيعة في مصر علاقة منذ قرون طويلة بتتميز  بالخصومة و التعقيد و عدم الاستقرار أبدًا، زاي في  أي مكان في الدول  الإسلامية و العالم، بيجمع السنة و الشيعة مع بعض.
قد قررت وزارة الأواقف المصرية الصادر مؤخرًا بإغلاق مسجد الحسين أيام الاحتفال بعاشوراء " مقتل الامام الحسين "  أيام الخميس و الجمعة و السبت، بسبب منع الشيعة من اقامة طقوسهم في المسجد خلال عاشوراء!.
و تم غلق المسجد بالفعل.
موقف الرفض الحكومي لتواجد الشيعة بالمسجد خلال عاشوراء صاحبه تهديد ووعيد من بعض الوهابيين ضد الشيعة لمن تسول له نفسه من الشيعة من التواجد أو الإقتراب  من المسجد !
تحريض علني بالعنف وسط سكوت من جانب الحكومة، سكوت كأنه ينُم على  الموافقة لتهديدات المتطرفيين. واقعيًا أن رفض الطقس الشيعي بحجة أن الطقس لا يمت للإسلام بصلة هو بالأساس رفض للمذهب الشيعي ككل  لنفس السبب و الحجة إنه لا يمت للإسلام بصلة، النظرة دي لأي مذهب مخالف لمذهب أهل السنة إنه مخالف للإسلام  بطبيعة الحال وينُظر له نظرة دونية تكفيرية، و كذلك الشيعة لهم نفس المنطق و الفكر و كل  منهم له حججه و مبرراته لإثبات مدى صدق و حق مذهبه.

بالعودة لموضوع غلق المسجد، الغلق  بيوضح مدى العنصرية و التمييز الديني المكنونة للطرف الأخر " الشيعة"، و هي واقعيًا عنصرية متبادلة فحتى في المناطق ذات كثافة شيعية بتشهد نفس السياسيات المتعسفة و التضييق على السُنة.

لا أظن أن قرار وزارة الأوقاف " السُنية" جيه لخوفهم على الشيعة على دمائهم اللي هتُسال من رؤوسهم على أرض المسجد الحسيني، ولا علشان خوفهم على حياتهم حتى، بل هو منع لطقس لمذهب مُخالف للمذهب اللي بيدين بيه الأغلبية في مصر،
فلو كان في مُتسع و تسامح معاهم و القرار غير مذهبي  فكان من الأولى الإعتراف بالطائفة الشيعية في مصر و السماح للشيعة ببناء حسينيات لهم أو مساجد خاصة بهم  للصلاة، أو حتى أي ظهورعَلني لهم!.
بل أن الواقع هو تضييق الخناق  التعصب ضدهم ووصل التعصب لقمته في يوم 24 يونيو 2013، في الحادث المروع قتل الشيخ الشيعي " حسن شحاته " و 3  معه و هم يحتفلون في بيت أحدهم بمناسبة مولد الإمام المهدي، في مدينة أبو النمرس بالجيزة، تم قتلهم الأربعة و التنكيل بالجثث و التمثيل بها في مشهد غوغائي همجي،بعد دعوات تحريض ضد الشيعة أطلقها شيوخ الوهابية في الفترة دي و من رئيس الجمهورية  شخصيًا "محمد مرسي " في أحد خطاباته.

خطابات الكراهية و العداء المذهبي المتبادلة بين الفريقين السنة و الشيعة هي سبب و مُحرك أساسي و رئيسي في حروب  و أزمات المنطقة، هي مشاكل بتقوم بالأساس على أساس  طائفي مذهبي أو إنها  خلافات سياسة  بيتم  استدعاء المذهب و اقحامه في الخلاف لاستمالة عاطفة أكبر قدر  من المؤيدين و التابعين لكل فريق سياسي، العراق سوريا واليمن مثال علي دة، و كذلك السعودية و البحرين كذلك بشكل أقل.

أخيرًا..  الشيعة مكون من المكونات الموجودة في مصر و كون إن في عدم اعتراف حكومي بطائفتهم فدة مش هينفي وجودهم، أعدادهم غير محددة تقريبًا ما بين 15 ألف إلى 20  ألف شيعي مصري، مهما  زاد أو  قل عددهم فهم مواطنين مصريين لهم حقوق و من ضمن الحقوق  حرية العقيدة و ممارسة الطقوس الدينية. مصر للجميع..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعثة الملك نخاو للدوران حول أفريقيا

اللون البنفسجي.. من لبنان للعالم القديم وأغلى من الدهب

"النوبية".. لغة ولا لهجة؟