مصريين منسيين (2).. "تفتا كوتشو" المطربة وأيقونة الأوبرا الألبانية

 


بعد ما كتبت عن "تاتامخولو" الشاعر والأديب والمناضل الجنوب أفريقي من أصل مصري، حبيّت استمر في الموضوع دة واعمل سلسلة عن شخصيات مؤثرة في مجتمعات حولين العالم، من أصول مصرية

كانت بالبداية بـ"تاتامخولو"، ودلوقتي هتكلم عن أيقونة الأغنية الألبانية الريفية والأوبرا، وواحدة من أشهر وأعظم مغنيين القرن الـ20 في ألبانيا، السوبرانو تفتا كوتشو اللي من أصل مصري!

وتبتدي حكاية تفتا مع مصر، بعائلتها مش والدها بس لا جدها، جدها هو أثاناس تاشكو، ولازم أقول نبذة عنه لإنه من الشخصيات الجوهرية والمؤثرة بالنسبة للألبان المصريين وفي تاريخ دولة ألبانيا المعاصر 

اتولد أثاناس في مدينة كورتشا جنوب ألبانیا، وهاجر منها وهو شاب لمصر وبالتحديد للفيوم (جنوب القاهرة)

وكان أثاناس صحفي فاتنقل معاه شغفه بالكتابة لمصر وأسس مجلة ألبانية ساخرة، وبعد استقلال ألبانيا سنة 1912 عن الإمبراطورية العثمانية، قرر الرجوع لوطنه الأم

لكنه مقدرش يتأقلم مع الحياة الجديدة هناك ورجع تاني للفيوم وقضى حياته فيه لحد وفاته

وبالمناسبة لازم أذكر إن أثاناس كان هو رئيس الجالية الألبانية في مصر، ومن أبرز الألبان المصريين

في الفيوم خلّف أولاده اللي منهم كاتشو، والد مطربتنا الأوبرالية تفتا، المهم إن كاتشو هو كمان حاول يرجع لألبانيا، ودخل عالم السياسة عبر انضمانه للحزب الشيوعي الحاكم اللي اتدرج فيه لحد ما بقى سفير ألبانيا في موسكو وبعدها نائب لوزير الخارجية الألبانية، ووزير للزراعة

خلال حياة كاتشو الصاخبة دي، في الفيوم اللي كان بيتردد عليها باستمرار اتولدت بنته "تفتا" سنة 1910

وعاشت في الفيوم لمدة 11 سنة لحد ما رحلت هي وعائلتها (والدتها وأخواتها) من الفيوم ومصر كلها سنة 1921 لألبانيا، بعد وفاة أثاناس

وسنة 1927 سافرت تفتا لفرنسا عشان تدرس فنون الغناء الكلاسيكي على أصوله في معهد الكونسيرفتوار في باريس، وهاجرت لألبانيا سنة 1936 عشان تستقر وتبدأ مسيرتها المهنية في تطوير الأغنية الألبانية الحديثة



واتخصصت في الغناء الريفي والأوبرالي، وكان ليها الفضل في تطوير الأغنية الريفية بإنها تكون أكتر رومانسية وخِفة، وقدمت 60 أغنية في اللون الغنائي دة، بجانب الأغاني الوطنية الألبانية

ومن أشهر أغانيها "بوهيم وحلاق إشبيلية"، وأقامت حفلات في كذا دولة أوروبية زي إيطاليا وفرنسا فانتقلت شهرتها خارج ألبانيا

في سنة 1947 اتوفت تفتا في عز شبابها وهي عمرها 37 سنة، بشكل مفاجئ، في تيرانا عاصمة ألبانيا

وقبل ما تتوفى بـ5 سنين ولدت طفل اسمه إينو من زوجها كرستو، وابنها دة دلوقتي أستاذ موسيقى وموسيقار كبير برده في ألبانيا، وجيه مصر فترة وقاد أوركسترا القاهرة السيمفوني سنة 1986



المصادر:

- كتاب فصول من تاريخ الألبان في مصر، محمد الأرناؤوط

- odeacademy.org

- teksteshqip.com

- enokoco.com

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعثة الملك نخاو للدوران حول أفريقيا

اللون البنفسجي.. من لبنان للعالم القديم وأغلى من الدهب

"النوبية".. لغة ولا لهجة؟