رحلات الربيع والخريف.. لماذا أسوان وجهة رئيسية للطيور المهاجرة؟





 تحتفي منظمة الأمم المتحدة والدول العضوة بها كل عام في الحادي عشر من أكتوبر باليوم العالمي للطيور المهاجرة، والتي تسعى أثناءه برفع التوعية بالحفاظ على الطيور المهاجرة، وزيادة الوعي بالتهديدات التي تواجهها وأهميتها البيئية.


‏ وأوضحت الأمم المتحدة أن هذا العام يأتي الحدث تحت شعار "فضاء مشترك ومدن صديقة للطيور"، لتسليط الضوء على ضرورة إدماج الطيور المهاجرة في التخطيط الحضري، والحد من التهديدات البيئية التي تواجهها في المدن.

 

‏أهمية الحفاظ على سلامة الطيور المهاجرة

 

‏وتقول إيمان محمود، وهي باحثة جغرافيا طبيعية وفي مجال الطيور المهاجرة، إن الطيور المهاجرة مؤشرًا هامًا لسلامة البيئة وأحد أهم المكونات المهمة للتنوع الأحيائي، لذا بات لزامًا التقيد بالأنظمة والتشريعات وتجنب الأنشطة البشرية التي تؤدي إلى تدمير البيئات الطبيعية، والصيد الجائر للطيور المهاجرة، كما تكمن أهمية المدن الصديقة للطيور في أنها تحد من التصادم مع المباني الزجاجية والتلوث الضوئي والضوضاء، وتعد المناطق الحضرية محطات توقف حيوية للطيور المهاجرة، وتحفز المجتمعات على تبني ممارسات حضرية مستدامة وصديقة للطبيعة، إلى جانب تشجيع السياحة البيئية.

 

الطيور المهاجرة - تصوير : هيثم فهمي


‏بحيرة ناصر وجهة رئيسية للطيور المهاجرة

 

‏تعد أخوار محافظة أسوان مكانًا مثاليًا للطيور المهاجرة، حيث تعد بحيرة ناصر منطقة تجمع للطيور المائية المهاجرة التي تقضي بها وقت الشتاء بل استعدادها للرحيل ثانية، حيث تتكون من الأخوار معظمها ضيقة ومتعرجة في الصحراء لمسافات طويلة، على الرغم من أن بعضها واسع جدًا، وتصل عددها إلى  85 خور (48 في الجانب الشرقي للبحيرة، 37 على الجانب الغربي)، وتعد البحيرة وجهة هامة للطيور نظرًا للمساحة الشاسعة للبحيرة، وكواحدة من أكبر مصادر أسماك المياه العذبة في مصر، حيث تمثل من 25٪ إلى 40 ٪ من مجموع إنتاج المصايد الداخلية، مما يوفر غذاء هائل للطيور المهاجرة.

‏ ، ويمكن أن يصل إجمالي عدد الطيور المائية التي تأتي إلى البحيرة لقضاء وقت الشتاء بها، إلى ما يزيد عن 200 ألف ما يجعلها واحدة من أهم المناطق المائية في مصر.

 

الطيور المهاجرة - تصوير : هيثم فهمي 


‏محمية سالوجا وغزال من أهم مسارات الهجرة

 

‏تقع المحمية على بٌعد 3 كيلومترات شمال خزان أسوان٫ وتعتبر جُزر المحمية موطنًا أساسيًا للطيور المهاجرة حيث تقع جزر المحمية على أهم مسارات هجرة الطيور من الشمال إلى الجنوب شتاءً، ومن الجنوب إلى الشمال صيفًا، حيث تم رصد 126 نوعًا من هذه الطيور، بالإضافة إلى التراكيب الجيولوجية التي تميز الجزء الجنوبي من المحمية وتمثل جانبا من الشلال الأول.

‏اسم المحمية مأخوذ من أهم جزيرتين في المحمية، جزيرة سالوجا وتعني (الشلال) باللغة النوبية، أما اسم جزيرة غزال يشير إلى أحد النباتات القديمة التي كانت تنمو علي هذه الجزر وليس الحيوان المعروف.

‏ويعيش في المحمية نحو 60 نوعًا من الطيور المقيمة والمهاجرة وبعضها مهدد بالانقراض، ومن أشهرها أبو منجل الأسود والذي يعتبر رمزًا للمحمية، والواق، والأوز المصري، والهدهد، والعقاب النسارية، ودجاجة الماء الأرجوانية، والوروار، وعصفور الجنة، والبلبل وغيرها، بحسب الموقع الإلكتروني لوزارة البيئة.

 

الطيور المهاجرة - تصوير : هيثم فهمي


‏محمية وادي العلاقي

 

‏محمية وادي العلاقي : يقع وادى العلاقى على بعد 180كم جنوب اسوان من الجهة الشرقية من بحيرة ناصر وينتشر بها العديد من النباتات البرية دائمة الخضر نادرة الوجود بجانب أنواع مختلفة من الطيور، بحسب الموقع الإلكتروني لمحافظة أسوان.

‏ويمتد الوادي بطول 275 كيلومتر ، وبمتوسط عرض واحد كم، وتتميز المحمية بكونها منطقة خصبة للبحوث العلمية الأساسية، وبخاصة تلك المتعلقة بدراسات الجيولوجيا والحيوان والنبات، ويعيش بها 16 نوعًا من الطيور المقيمة مثل : الحبارى ، الصقور ، الحجل ، الرخمة ، العقبان ، البط والنعام وغير ذلك.

‏هذا بالإضافة لعشرات الأنواع المختلفة من الطيور المهاجرة التي تعتبر المحمية مكانًا مثاليًا للحصول على قسط من الراحة خلال رحلتها.  

‏وتم تضمين المحمية ضمن قائمة محميات المحيط الحيوي تحت إشراف منظمة اليونيسكو، للحفاظ على المصادر الوراثية للنبات والحيوانات والطيور والتأكيد على التنمية المتواصلة المبنية على أسس بيئي.


الطيور المهاجرة - تصوير : هيثم فهمي

 

‏ولي عهد اليابان والطيور المهاجرة بأسوان


‏كل هذه العوامل صنعت من الجزيرة موقعاً فريداً باعتبارها واحدة من أهم المراكز السياحية لمراقبة ورصد الطيور التي تجذب كل عشاق هذا النوع من السياحة، وكان أشهرهم

‏يعتبر الأمير الراحل "تاكامادو" ولى عهد اليابان، من أشهر الشخصيات التي كان لها عشق واهتمام خاص بالطيور المهاجرة في أسوان، خاصة في جزر سالوجا وغزال بسبب موقعهم الفريد، مما أنبت هواية مراقبة الطيور المهاجرة والنادرة فوق الجزيرة خلال زياراته المتكررة والمتواصلة لأسوان.‏

وعقب وفاة ولي العهد حرصت الحكومة اليابانية على إقامة مركز زوار الأمير "تاكامادو" تخليدًا لذكراه، وتم بناء مبنى صغير يضم مقتنيات الأمير، ليخلد ذكراه لكل محبي هواية رصد الطيور من اليابان وباقي دول العالم، كما يضم المبنى قاعة محاضرات ومكتبة.

‏بجانب ذلك يهدف المركز لتدعيم العلاقات المصرية اليابانية، ورفع الوعي البيئي لطلاب المدارس المصرية، ووضع المحمية على الخريطة السياحية العالمية خاصة لهواة سياحة رصد الطيور النادرة التي تموج بها الجزيرة.




الطيور المهاجرة - تصوير : هيثم فهمي


 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعثة الملك نخاو للدوران حول أفريقيا

مجر مصر والسودان.. 500 سنة على وجود القبيلة المجرية النوبية

"النوبية".. لغة ولا لهجة؟