الثائر الأفريقي " لومومبا "



في خمسينيات القرن الماضي تحولت حركة التحرر الوطني إلي تيار اكتسح البلدان المستعمرة الممتدة من جاكرتا في اندونيسيا إلي الدار البيضاء في المغرب العربي. كانت رياح التغيير قد هبت علي القارة الإفريقية بعد تأميم قناة السويس، وشهدت خلال سنوات قليلة استقلال نحو عشرين دولة. 
وكان "الكونغو" البلد الأكبر والأكثر غني في مصادر ثرواته. وظهر منها باتريس لومومبا بطل النضال التحريري في افريقيا ولد لومومبا في كاتاكا عام 1925م وبدأ تعليمه في مدرسة تبشيرية ثم انتقل لمدرسة تدريب العمال في ليوبو فيل .. عاني أقسي صور التفرقة العنصرية ، ومن هنا نمت النزعة التحررية عنده ، وبدا الاتصال مع القبائل الافريقية . حاول لومومبا دراسة الاقتصاد والقانون بالمراسلة ونجح في تجاوز دورات متقدمة .. رصد الاستعمار النجم الصاعد فحاول ايقاف مسيرته فدبرت له جريمة سرقة .. ثم بدا العمل بعد خروجه من السجن ليعول أسرته حتي 8591 ، بعد ذلك تفرغ للعمل السياسي. وبعد عقد مؤتمرأ كرا للتضامن الآسيوي الافريقي .. كان أول ظهور سياسي له حيث أسس حزبه كحزب وطني خالص. تم اعتقال لومومبا متزامنا مع الانتخابات التي عقدت لتحديد الحزب الذي سيحكم البلاد بعد خروج الاستعمار البلجيكي، وحاولت بلجيكا بناء أحزاب تخضع لسيطرتها حتي تستطيع التحكم في البلاد، لكن المفاجأة فوز السجين وحزبه وذهابه للمشاركة في مؤتمر المائدة المستديرة في بروكسل ،وفي يونيو1960عين لومومبا كاول رئيس وزراء للكونغو وبهذه المناسبة يأتي ملك بلجيكا لاعلان الاستقلال ويخاطب شعب الكونغو طالبا منهم كبح جماح أنفسهم وعدم تدمير المدينة التي تركتها لهم بلجيكا ويصعد لومومبا المنبر ويذكر شعبه بالعذاب الذي عانوه أيام الاستعمار ,وبعد هذا الاجتماع مباشرة أصدر لومومبا عدة قرارات تهدف لإبعاد المستعمر عن إدارة شئون البلاد ، كما جمع كل ألوان الطيف السياسي في حكومته حتي يمنع استغلال المستعمر لأي جهة سياسية وطنية. في هذا الوقت يظهر الخونة فظهر مويس تشومبي1919 ـ 1969 معلنا استقلال أغني إقليم في الكونغو وهو اقليم كاتانجا .
في يوليو1960 يعلن تشومبي الحرب علي الحكومة فأعانته مملكة بلجيكا بالمرتزقة من أوروبا، فطالب لومومبا الامم المتحدة بالتدخل لحماية استقلال البلاد فلم ترد الامم المتحدة .
وفي الرابع عشر من سبتمبر قام الجنرال تشومبي بانقلاب عسكري واعتقل لومومبا وفي 17 يناير1961 يختفي لومومبا وبعد أيام تظهر جثته مع جثث البعض من أخلص رفاقه وتنتهي حياته نهاية بطل .. اتهم تشومبي بقتله، ولكن ما أظهرته الوثائق لاحقا هو أن قتل لومومبا كان مؤامرة مشتركة بين الأمم المتحدة و المخابرات الأمريكية والحكومة البلجيكية واغتيل الثائر الافريقي في جريمة نكراء قال عنها جمال عبدالناصر: إن جريمة قتل لومومبا سوف تؤرق الضمير الانساني فلقد تمت محاولة الاغتيال لاستقلال الكونغو كوطن. وتم بالفعل قتل لومومبا كإنسان وزعيم وبعد إعدام لومومبا لجأت زوجته وأولاده الي القاهرة حيث اقاموا بها


(منقول من طه شريف _الأهرام الرقمي )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعثة الملك نخاو للدوران حول أفريقيا

اللون البنفسجي.. من لبنان للعالم القديم وأغلى من الدهب

"النوبية".. لغة ولا لهجة؟