حوار مع العجوز الأرستقراطية


سيدة عجوز قاربت علي إنهاء العقد السابع من عمرها و تنتمي لأسرة أرستقراطية قديمة، كانت في الماضي القريب تعمل في المجتمع المدني من منّ يُطلقن عليهن " سيدات المُجتمع" دار بيني و بينها حوار مُمتد لساعات حول عدّة أمور 
و هذا مُلخص النقاش :
- في البداية عَرفت إنها تنتمي لعائلة أرستقراطية قديمة فعرّفت نفسها بأنها تنتمي لعائلة " بشوات" و كانت هذه المرة الأولى في حياتي أتحدث مع شخصية أرستقراطية مثلها، فتابعت في حديثها،
والدي كان ظابط كبير إبان حكم الملك فاروق و ما بعده في عهد عبد الناصر و أنتمي لعائلة صعيدية كبيرة كانت تمتلك في ما مضى مئات الأفدنة الزراعية و كانت عندنا السرايات، لكن كل ذلك مضيه عليه الزمن و أصبح من الأطلال.
* أثناء حديثها دار بذهني شخصية الفنان أحمد مظهر النرجسية في فيلم " الأيدي الناعمة" حينما تقمص دور الأمير شوكت ذلك الأمير الذي ينتمي لطبقة أرستقراطية و أصبح لا يملك شئ سوى سراياته و لقبه " البرنس"!
فتلك السيدة تمتلك شئ من النرجسية الأرستقراطية بالرغم من ما حل بها من حالة شبه إفلاس و كونها لا تملك شئ مثل ما كان في الماضي* . 
فعودت مرة أخرى و إنتبهت لحديثها فتابعت : 
أذكر عندما كنت صغيرة كنت مُدللة و كنا نعيش في رفاهية و هناء أعاني من فقدانه الآن
قاطعتها قائلاً : هل تُكنين الكراهية لعبد الناصر و زملائه الي الآن لما جرى لكي و لأسرتك ؟
قالت : بالتأكيد بعبد الناصر كان كاره للأغنياء لأمر ما لا أعرفه رُبما لأنه كان ينتمي لأسرة بسيطة فكان يصب حسده علي الأغنياء و عمل علي شيطنتهم و تصويرهم للناس بأنهم جماعة من اللصوص الذين يمتصون دمائهم و كان في الواقع هو و أتباعه هم من سرقوا الشعب و غيبوا وعيه، فهم أكتنزوا الأموال و الحُلي و الثروات و نهبوا قصورنا تحت مُسمي الثورة و إعادة توزيع الثروة فكانت النتيجة إنهم وزعوا الأراضي الزراعية بطريقة عشوائية علي الفلاحين مما أدى لضياع الأراضي و الأن نعاني من مشكلة قلة المحاصيل في مصر و تناقص الأراضي الزراعية و المُشتغلين بالزراعة، لكن هل تعلم حقاً بالرغم من كل ما عانيته ففي فترة من الفترات في بدايات شبابي كنت مُتيمة بعبد الناصر و خطاباته !!
وصل الي حد أن أخي الأكبر الذي كان يكره عبد الناصر أشد كرهاً من إبليس كنت دايما في مشاكل حول السياسة و عبد الناصر وصل الي هددته لو أنه واصل السُباب في عبد الناصر سوف تُبلغ عنه البوليس ليرميه بالسجن! 
- الي هذا الحد كنتي تحبين عبد الناصر ؟
قالت نعم فبالرغم من ثقافتي و تعليمي الأجنبي ووعيي الكبير كنت أعيش تحت تأثير خطاباته و مشروعه الوهمي الي أن إستيقظت من غفوتي و أيقنت مدي كذبه و عن حجم ما فعله بعائلتي و بالشعب و البلد .
قاطعتها قائلاً أهل تبرأين البشوات البرجوازيين من إنهم كانوا يستغلون الشعب ؟
لا أبرأهم جميعاً بالطبع كان منهم السئ و كان الغالب هو الجيد فعلي سبيل المثال ليس تحيا لعائلتي لكن عائلتي لم تكن تسرق الفلاحين و تستعبدهم مثل ما صورت أفلام عبد الناصر فنحن كنا عندنا خدم و حشم و نعاملهم أحسن معاملة،
وكان عندنا خدم نوبين كنت أحبهم جدا 
قاطعتها ما هو تصورك عن النوبيين و عن مشاكلهم ومن ضمن مشاكلهم هذه هي إن البعض الى الآن يرى النوبي هو بواب أو خادم او طباخ فقط حتي في الدراما و السينما ؟
قالت النوبيين شعب طيب و كان عندنا مجموعة من النوبيين يشتغلون عندنا كنا نحبهم جدا و كانوا في قمة الأمانة و أنتم لكم تاريخ و حضارة كبيرة و للأسف أغلب الشعب لا يعلم بها و من أسعد لحظات حياتي كانت عندما زرت أسوان و حديثاً من عدة سنوات قد زرت " متحف النوبة" بأسوان و إنبهرت من عظمة الحضارة النوبية ، النوبيين تم ظلمهم علي يد عبد الناصر مثلهم مثل باقي الشعب و حتي عائلتي لكن كان من الواجب أن يتم إعادة النوبيين لقراهم مرة أخري و لكن ذلك لم يحدث حتى الآن ، و بخصوص الصورة الذهنية السية عن النوبيين فأرى إن النوبيين الأن في كل القطاعات حتي إن أحدهم وصل الي حكم مصر " المشيرطنطاوي" و هناك منهم المهندسين و الأطباء و الصحفيين و غيرهم , و ( سيب اللي يقول يقول و ركز علي قضيتك) .
- ما رأيك في مبارك ؟
قالت : مبارك غبي بإنه سمح بأشخاص فاسدين بالإلتفاف حوله و إعتلائهم أعلي المناصب وبحُكم عملي السابق في الدبلوماسية فكنت علي معرفة شخصية بكثير من أصحاب المناصب الكبيرة و منهم وزير شهير مُتهم بالفساد كنت أعرفه معرفة شخصية و كنت علي يقين إنه فاسد و الكل يعلم لكن بدل من إن يًقال من منصبه و يتولى غيره منصبه لا العكس يُترك يُفسد أكثر وأكثر، مبارك و نظامه أضروا كثيراً للبلد و مصر و حاليا السيسي يُصلح ما حل من خراب في مصرخلال الفترة من بعد 23 يوليو و حتي قبل توليه ، هو يسير بخطى ثابته لكنه يسير في الطريق الصحيح.
‫#‏حدث_بالفعل‬



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعثة الملك نخاو للدوران حول أفريقيا

اللون البنفسجي.. من لبنان للعالم القديم وأغلى من الدهب

"النوبية".. لغة ولا لهجة؟