«ني- يارؤ» كرنفال «الفراعنة» في أول أيام السنة المصرية

تحوت إله الحكمة و المعرفة في مصر القديمة
منذ فجر التاريخ في مصر كان للمصريين إرتباطًا وثيقًا بالنيل وبفيضانه الذي يحل عليهم كل عام، فكانوا يعتبروه مصدر خير لهم ، حيث اعتمدوا عليه في الري الحوضي في الزراعة، وأعتبروه «عيد» أطلقوه عليه اسم  «ني- يارؤ»، وتعني يوم الأنهار.
وأدت المعرفة المصرية بعلوم الفلك  والنجوم  إلى الإلهام بعمل تقويم شمسي تبدأ السنة فيه مع بداية الفيضان، وهو اليوم الموافق للـ12 من سبتمبر من كل عام.
وبحلول اليوم نكون في بداية السنة الجديدة في التقويم المصري 6257.



أنشأ المصريون التقويم المصري وقسموه إلى 12 شهرًا بكل شهر 30 يومًا، ثم تليها خمسة أيام أو ست لتكملة باقي السنة، وهي لا زالت مستخدمة في مصر على المستوى الشعبي أيضًا خاصة في الزراعة، وقد وضع التقويم المصري القديم العلامة «توت» ’ نسبة إلى واضعه «توت/ تحوت» وهو نتر الحكمة والفلك حيث تستمد منه الحكمه لدى المصريين القدماء، والمعروف أيضًا بأبو الكمتين (الكميتين هي نسبه إلى اسم مصر في عصر المصريين القدماء ) وسمى التقويم المصري بـ”التقويم التوتي”، وبدأوا أول شهور السنة باسمه، وقد جرى تعديل هذا النظام حوالي 238 قبل الميلاد، بإضافة يوم كل أربع سنوات للسنة المصرية، بحيث  تثبت بداية السنة مع الفصول بداية من شهر سبتمبر.


رسم جداري للمصرين القدماء أثناء قيامهم بالزراعة
يقول المؤرخ الإغريقى «هيرودوت» الذي زار مصر في القرن الخامس قبل الميلاد أن الاحتفال ببداية السنة  الذى يتزامن مع الشروق الإحتراقي لنجمة “ايزيس – سوبدت” هو أهم الأعياد في مصر القديمة .

تُعتبرالتقويم المصري هو أقدم تقويم وضعه البشر في التاريخ والمعروف واعتمد التقويم التوتي على الفترة
الزمنية الواقعة بين ظاهرتين متتابعتين من الشروق الإحتراقي لنجمة الشعرى “سوبدت” ومدتها 365 يوم و ¼ و يعتبر هو علامة بداية السنة فى مصر القديمة .نظر قدماء المصريين للشروق الإحتراقي لنجمة الشعرى بإعتباره بداية السنة الشعرية، و أيضاً بداية السنة القمرية، والتي تبدأ فى أول يوم محاق للقمر بعد الظهور الإحتراقي لنجمة الشعرى مباشرة . وكان كهنة مصر القديمة يحددون الأعياد دائماً وفقا للتقويم القمري و حسب مراحل القمر فى مصر القديمة كان هناك ثلاثة أنواع من التقويم .



1- التقويم المدني ويتكون من 360 يوم + 5 أيام تعرف باسم الشهر الصغير، و هو تقويم يعتمد على حركة مجموعات نجمية معينة تعرف باسم العشريات .
2- التقويم الشعرى و يتكون من 365 و ¼ يوم، و يعتمد على حركة نجمة الشعرى فى السماء، و يعتبر ظهورها الإحتراقي بعد فترة إختفاء هوعلامة بداية السنة .
3- التقويم القمري و يتكون من 354 يوم، و يعتمد على دورة القمر الشهرية التى تستغرق 29 يوم و نصف تقريباً .
و بسبب قصر مدة السنة القمرية بالمقارنة بالسنة الشعرية، كان الكهنة يقومون بإضافة شهرصغير مدته 11 يوم كل سنتين أو ثلاثة سنوات لكى يعيد التوازن بين التقويمين، و يعتبر شهرًا مقدساً لـ “تحوت” .

بعد الشروق الإحتراقي لنجمة “ايزيس – سوبدت” ’’الشعرى‘‘ مباشرة يتجاوب معها النيل و يبدأ فى الفيضان . فتقول إحدى الأساطير أن مياه فيضان النيل هى دموع ايزيس التى ذرفتها حزنا على زوجها و حبيبها أوزير . و لذلك يطلق على العيد الذي يقام للإحتفال ببداية موسم الفيضان “آخت” اسم “عيد سقوط دموع ايزيس،”و يعرف فى الريف باسم “ليلة النقطة” .

حسب الفلكيون المصريون القدماء ما بين كل طلوعٍ صادقٍ وطلوعٍ صادقٍ آخر للنجم “سوبدة”، فوجدوه 365 يومًا، ووجدوه يتضمن اثني عشر شهرًا قمرياً، وكسوراً لا تصل إلى نصف شهر؛ فأكملوا العدة الخاصة بكل شهر قمري ثلاثين يوماً، وتبقت عندهم خمسة أيام إحتسبوها أعياداً؛ وإعتبروا السنة ثلاثة فصول، وقسموها كالتالي:



آخـت
هو فصل الفيضان، ويتم فيه بذر الحبوب، أي أن هناك ربط بين كلمة “آخت” بمعنى “الأفق”، وفصل “آخت”؛ وذلك على أساس أن عملية بذر الزرع تشبه بزوغ الشمس من الأفق. ويضم فصل “الفيضان” أربعة أشهر.

فن التحطيب قديماً و حديثاً


بـرت
فصل خروج النبت من الأرض، وهو يوازي فصل الشتاء. ويظهر فيه خروج الزرع بالكامل من الأرض، أي أنه (فصل الإنبات). ويضم فصل (بذر البذور) أربعة أشهر.

شمـو 
فصل الصيف، ويتم فيه نضج النبات وحصاده، وتصاب فيه الأرض بالجفاف. ويضم فصل ’’جـني المحصـول‘‘ أربعة أشهر.
الاحتفال برأس السنة المصرية قديماً
كان من أهم سماته خروج المصرين في الشوارع في مواكب احتفالية حاملين الأعلام ورموز للنتر وكانت من عادات المصرين إقامة الأفراح في بداية السنة الجديدة في إعتقادهم أن الأزواج يباشرون، بداية حياة جديدة مع بداية السنة، ومن مظاهر الإحتفالات القيام بالتحطيب بين الرجال وهو الفن الذي متواجد الي الآن في صعيد مصر.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعثة الملك نخاو للدوران حول أفريقيا

اللون البنفسجي.. من لبنان للعالم القديم وأغلى من الدهب

"النوبية".. لغة ولا لهجة؟