"أم كلثوم".. عشقها التوانسة وأحسنوا استقبالهما فأحبتهم ومدحتهم
وسط هوجة غلاء الأسعار وتعويم الجنية وارتفاع الدولار خلال الـ 3 أيام اللي فاتو، عادل إمام اللي المفروض أشهر وأكبر ممثل مصري حاليًا راح تونس واستقبل استقبال رسمي رفيع المتسوى من المسئولين والفنانيين التونسيين، وكمان من الرئيس باجي السبسي نفسه وقلده أعلى وسام ثقافي في تونس، وكمان هيتكرم في مهرجان قرطاج اللي شغال حاليًا واللي هو برده ضيف شرفه.
لكن من ناحية الاستقبال مكنش شعبي زاي ما كان متصور، مفيش زخم زاي ما كنا بنشوف زمان من استقبال الفنانيين المصريين في تونس أو في البلاد العربية، بل بالعكس أتوجهت انتقادات كتير للزعيم إنه "أهان" وزير الثقافة التونسي في أكتر من مرة، فـ توانسة كتير على السوشيال ميديا وفي الإعلام انتقدوه.
أعظم استقبال كان للتوانسة لفنان مصري هو اللي كان في يوم 30 يونيو 1968، للفنانة العظيمة كوكب الشرق أم كلثوم، كانت مقررة تزور تونس في إطار جولة غنائية راحت لدول عربية كتير منها تونس والجزائر والسودان، للطرب وإمتاع الشعوب بأحلى أغانيها،
وكمان لهدف سياسي باستخدام القوة الناعمة لحشد التعاطف العربي لمصر بعد نكسة 67 ومساندة المجهود الحربي لمصر.
لبّت كوكب الشرق دعوة السيدة الماجدة وسلة حرم الرئيس التونسي بورقيبة لزيارة تونس، ومن أول ما نزلت الست أم كلثوم من المطار وأكتشفت فعلًا قد اية حب التوانسة ليها وإللي مسمين شارع رئيسي في العاصمة باسمها جنب شارع متسمي باسم الرئيس التونسي السابق بورقيبة، وشارعها اتسمى اسمها خلال زيارتها لتونس وكنوع من تكريم لها.
الفترة دي كانت فترة خلاف ما بين القيادات السياسية لمصر وتونس بسبب الموقف من القضية الفلسطينية واختلاف المواقف، لكن دة مأثرش على استقبال الست ام كلثوم أبدًا بل بالعكس، الفن والمزيكا أثبتوا في الفترة دي أنهم بيصلحوا ما تفسده السياسة، وأن الوصال الثقافي والفني قوي ما بين الشعوب وصوت الفن أعلى من صوت السياسة،
معجبين وعشاق كوكب الشرق كانوا مستقبلنها من المطار، ولحد مسرح قصر الرياضة اللي وصل له أكتر من 100 ألف وردة، اهداء للست واتحاوط المسرح بالورود والست جواه،
قبل فتح الستارة بلحظات الست شربت كوباية يانسون وحضرت نفسها وكان قدام الستارة 5 ألاف عاشق مستني لحظة طلتها، ولما خرجت غنت أغنيتين "فكروني" و"الاطلال"،
وفي اليوم التاني عملت حفلة في نفس المسرح وغنت أغنيتين تانيين هما "أنت عمري" و"بعيد عنك"، حفلات الست كانت حديث الساعة وكان الإقبال شديد جدًا والتذاكر كانت بتتباع سوق سودة بأضعاف تمنها ووصلت لأرقام كبيرة لـ 100 دينار ودة ساعتها رقم كبير، واتقال أن البعض وصل لأنه يبيع أدوات منزلية في بيته علشان يوفر حق التذكرة ويروح الحفلة، أهل تونس عشقوا أم كلثوم وهي عشقتهم ومدحت فيهم وقالت إن الجمهور التونسي رائع وذوّاق وبيتمتع بحاسة استماع متفوّقة، وأنها وإن كانت سمعت شهادات كتيرة، فإن الحقيقة تجلت خلال زيارتها إلى تونس وكانت أبلغ من النقل والحديث.
(فيديو) لحفلة أم كلثوم - ألاطلال
الرئيس بورقيبة أكيد كان متابع الحالة اللي عملتها أم كلثوم من ساعة ما جات في البلد، فقرر أنه يمتع الشعب بصوتها ويخلي الإذاعة تذيع بث مباشر من حفلات أم كلثوم على الإذاعة المحلية،
وكمان استقبلها في قصره وعبّر لها عن حبه الشديد ليها وتقديره الكبير وكرمها ومنحها وسام الجمهورية من الدرجة الأولى،
كانت أم كلثوم مبهورة بكم الحب اللي غامرها في تونس فكانت في أي مكان تروحه تلاقي العشاق والمحبين بيحاوطوها بالهدايا البسيطة والتقليدية والنفيسة وكمان الزهور، ولما راحت سوق المدينة العتيقة وغيره من الأماكن، أم كلثوم قضت مجرد كام ليلة عاشتها تونس في طرب وهيام في حب أم كلثوم، وكوكب الشرق كانت في سعادة غامرة وتقدير كبير جدا للشعب التونسي وحبته وعشقته.
وقالت "شعوري وأنا أزور تونس هو شعور المحب الذي وجد حبيبه بعد طول غياب. . لقد غمرتموني بالحب وبالزهور، فأنا لا أجد فرقاً بين وطني مصر، ووطني تونس الخضراء، سعيدة أنا بكل هذه الأجواء، سعيدة باللقاء الشعبي العظيم وسأسعد أكثر عندما سأقف مغنية للجماهير التونسية.. فرحتي لا تعبر عنها كلمات ولا تحددها الألفاظ، إنني سعيدة بهذه الزيارة التي ستكون زيارة حب وأمل".
المجد لكوكب هَيّمنا في الحب ليالي وليالي..
تعليقات
إرسال تعليق