لية القهوة الشعبية (المقهى) اسمها قهوة مش شاي؟
في ثقافتنا الشعبية كـ مصريين فـ غالبيتنا العظمى بيميل للشاي أكتر من القهوة، من الصعيد للدلتا من غرب البلد لشرقها وجزء أساسي من واجب الضيافة في ثقافتنا
مع ارتباط القهوة من سنين طويلة بفئة خاصة من الناس، رغم الإحصائيات الأخيرة اللي أكدت تزايد استهلاك القهوة لكن لا مقارنة طبعا مع حجم استهلاك الشاي
رغم إن الشاي هو المشروب الأول والمنتشر بين المصريين، لكن المكان المُحبب خارج بيوتنا اللي بنقضي فيه أوقاتنا مع الأصدقاء سمناه "قهوة" مش شاي.. مُسمى قهوة من مشروب القهوة طًبعا
ودة خلى يجي في بالي سؤال يمكن كتير مفكرش فيه قبل كدة.. لية القهوة الشعبية (المقهى) اسمها قهوة مش شاي؟
تفسيري الشخصي للموضوع دة هو التاريخ
بيرجع تاريخ مشروب القهوة في مصر لنهاية القرن الـ15، وانتشرت خلال عهد محمد علي باشا مع بدايات القرن الـ19
مع زيادة عمليات تهريب البن اليمني من مدينة جدة لمدينة القصير على ساحل البحر المتوسط
وبقى ليها أماكن خارج البيوت بتتشرب فيها، أماكن بالأساس كانت بتقدم المشروبات العُشبية البسيطة من اليانسون والزنجبيل والقرفة، وانضمت لهم القهوة
مع مرور الوقت دخل الدخان بأنواعه مصر وانضم للمشاريب على ترابيزات المصريين في المحلات دي اللي بدأت تاخود اسم قهوة، واللي بدأت تنتشر جدا الأماكن دي حتى خلال حقبة الحملة الفرنسية تم تسجيل وجود 1200 قهوة شعبية في مصر
بالنسبة للشاي بقى فتاريخه حديث العهد جدًا بالنسبة للقهوة
الشاي وصل مصر بعد القهوة بزمن، جيه مع بداية القرن العشرين كان شُربه محصور بين الطبقة النبيلة في البلد والأرستقراطيين من المصريين والأجانب، لحد الحرب العالمية الأولى حصل تغيير كبير في الموضوع
سنة 1911 لما الاستعمار البريطاني بعت فلاحيين مصريين لبريطانيا يزرعوا في أوروبا وهناك عرفوا الشاي وشربوه وأدمنوه ولما رجعوا مصر نشروه بين الفلاحيين ومنهم لعموم الشعب
بالإضافة لـ دة في نقطة تانية برده ساعدت على معرفة عموم الشعب بالشاي وهي نفي ثوار الثورة العرابية لجزيرة سيلان ولما رجعوا كان معاهم ثقافة شرب الشاي برده ودة ساعد على نشره في مصر
جلال بك فهيم وكيل وزارة الزراعة المصرية في فترة التلاتينات من القرن العشرين قال في حوار لصحيفة في الزمن دة اسمها المقطم إنه استغرب جدًا من إن الشاي اتحول من مشروب خاص بالطبقة النخبوية للطبقة البسيطة من الشعب خاصة الفلاحين
وقال إن الفلاح بقى يروح الأرض ومعاه الشاي بتاعه
وكان شايف إن الشاي فيه خطوة على الفلاح المصري بسبب إدمانه له ولازم فرض ضرايب على استيراده بل منع استيراده أساسًا
وعلى حد قوله إنه بيسبب أضرار في الأعصاب وزيادة في ضربات القلب ومشاكل صحية هتصيب الفلاح فـ بالتالي هيأثر على الزراعة والاقتصاد المصري ككل، كل دة بسبب الشاي!
لكن دة محصلش أبدًا بل بالعكس زادت معدلات استهلاك المصريين للشاي بشكل كبير جدًا مع فترات الأربعينيات والخمسينيات وانتشرت علامات تجارية ليه أبرزهم شاي الشريب
تعليقات
إرسال تعليق