"الفولاني".. شعب أفريقي يُقال إن له جذور مصرية نوبية!


الفولاني أو الفولا شعب ضخم بيضم خليط من الأعراق والأجناس المختلفة، اختلط مع مع العرب والأمازيغ بحكم تجاوره لهم، وكمان اختلط بعدد من القبائل والشعوب الأفريقية زاي البمبارا والهوسا والولوف والماندينج وغيرهم

الفولاني موجودين في 18 دولة أفريقية في دول جنوب الصحراء الكبرى، وبيعتبر من أكتر الشعوب الأفريقية انتشارًا جغرافيًا، وبيقارب تعداده الـ 20 مليون شخص

اختلف باحثيين الأنثربولجيا حولين تحديد أصول الفولانيين وفي نظريات كتير عن أصول الشعب بتقارب الـ15 نظرية، اللي قال إن أصوله بترجع للفينقيين أو الهكسوس أو الليبيين أو آسيويين من ماليزيا أو الهند، واللي قال إنهم بالأساس بينتموا للإثيوبيين وفي اللي قال لإقليم الباسك في إسبانيا، وأخيرًا اتقال برده إنهم من المصريين القدماء والنوبيين القدماء ودي النظرية الأقوى (هتكلم في الجزء دة في الأخر)


الشعب بالأساس رعوي بيعيش على رعي الأبقار لكن مع الوقت انقسم لجزئين جزء هم الرعاة، بيرعوا الأبقار ودايمًا في ترحال "بدو"، ولغتهم هي "الفلفلدي"، وجزء مستقريين ولغتهم "البولار" وبيشتغلو في الزراعة في مناطق كتير منتشرة في دول جنوب الصحراء
في القرن الـ16 حصلت هجرة عظمى لشعوب الفولا فـ كانت في البداية بتعيش حولين نهر السنغال فهجرت للشرق وانتشرت في منطقة نهر النيجر ولحد جبال فوتا جالون في غينيا واستمرت في الترحال لحد بحيرة تشاد وهناك اختلطت بقبيلة عربية وهي الشاوية، وهي قبيلة بيُقال إنها قبيلة مصرية كانت مستوطنة في الصعيد ونزحت للسودان ومنها لتشاد، ومع الوقت فقدت عروبتها واتحولت لقبيلة نيلية صحراوية حامية راعية للمواشي بدل للجِمال لكنهم احتفظوا بس باللغة العربية

الفولاني المستقرين أسسوا ممالك منها مملكة ماسينا في القرن الـ 14م، ودولة الإماميات في منطقة فوتا جالون، وتعتبر أكبر منطقة تجمع من الفولانيين هي "فوتا تورو" في السنغال، وأول منطقة تاريخية إتوجد فيها الفولانيين

اعتنق الفولانيين الإسلام بالتدريج وكان منقسمين ما بين مسلمين وجزء بيعتنق الديانة التقليدية ودول كان في بينهم مشاكل مع قبائل الهوسا المسلمين، وانتشر الإسلام مع الوقت بين الفولا، ووفروا الحماية للتجار المسلمين وكانوا سند في تجارتهم، وعارضوا بشدة الاستعمار الفرنسي في فترة نهاية القرن الـ 19 وبداية القرن الـ 20، وحاربوه ثقافيًا بتمسكهم بالدين والثقافة الإسلامية

البقرة في حياة الفولاني شئ مهم جدًا، فـ بيعتبروا هم أول الشعوب في أفريقيا (الغرب والوسط) اللي امتلكوا البقر وكتير من القصص والأساطير بتدور حول البقرة

زاي أسطورة بـ تقول أن أحد أسلاف الفولانيين سمع صوت بـ يناديه أنه يخرج من النهر، فـ راح وقعد جنب الشاطئ، وولع النار، وعند شروق الشمس خرجت البقرة من النهر، وكان قرص الشمس بين قرنيها، فـ جات له وقعدت جنب النار واتكاثرت

الأسطورة من ضمن الدلايل حول العلاقة بين الفولانيين ومصر القديمة، ودة لشبه البقرة في القصة مع هيئة الإله حتحوت المصري، وكتير من القصص والأساطير بتدور حول البقرة. وبيحرموا أكل البقر ودبحها تقديرًا لحتحوت

وكذلك زاي الشمس مهمة ولها مكانة كبيرة في ثقافتهم، ودة مشابه برده لمصر القديمة، لـ إله الشمس، فـ بجانب أساطير وعادات تانية للفولانيين مشابهة لمعتقدات المصريين القدماء، خلى العلماء والباحثيين يدللو إن الفولانيين بيرجع أصولهم لمصر

من ضمن الدلائل اللي قالها العلماء (شونتر وبروكا وميك) على إن الفولانيين من أصل مصري نوبي الشبه الكبير في التكوين الجسماني بينهم وبين النوبيين حاليًا والمصريين القدماء من حيث نفس شكل الجمجمة والوجه المخروطي وشكل الدقن، والشعر بنفس درجة التجعيد، اللي بتتماثل مع نفس طريقة المصرين القدماء في نفس قصة الشعر وطريقة الختان وعادات وتقاليد تانية
لكن كل دة نظريات قوية لكن مفيش يقين تام ولسة البحث عن أصولهم مستمر..









المصادر: 
- الصلة بين الفولاني وقدماء النوبيين والمصريين، البروفيسور الأمين أبو منقة محمد
- أطلس التاريخ الأفريقي، كولين ماكيفيدي
- موجز تاريخ إفريقية، رونلاد أوليفر وجون فيج



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعثة الملك نخاو للدوران حول أفريقيا

اللون البنفسجي.. من لبنان للعالم القديم وأغلى من الدهب

"النوبية".. لغة ولا لهجة؟