215 سنة على تولي مهندس التنوع الثقافي حكم مصر.. محمد علي باشا
محمد علي باشا شخصية غريبة ومثيرة للاهتمام بدأ حياته من الصفر لحد لما وصل لحكم مصر وإمتد سلطانه بعد كدة لمناطق كتير منها السودان والشام وقبرص والحجاز
هو مؤسس دولة مصر الحديثة العصرية وله الأثر الهايل على مصر وأسرته "الأسرة العلوية" من بعده وبرده كان سبب أساسي في التنويعة الديموغرافية الثقافية الكبيرة في الشعب المصري اللي حصلت من بعد لما شجع الاجانب علي الهجرة لمصر والشغل فيها ففترة حكمه ازدهار لهجرات الأجانب لمصر بالمقارنة للهجرات على مر التاريخ المصري
كان في الزمن ده موجود أرمن وشركس ويهود وأتراك وشوام ومغاربة وأوروبين خصوصًا اليونانيين والقبارصة و غيرهم كتير كل دول هاجروا لمصر في فترة حكم محمد علي
كانت فيه شيء سلبي لمحمد علي إنه كان بيفضّل الأجانب على المواطنين المصريين في إدارة دولته فـ كان لهم إمتيازات كبيرة و كانوا بيعتبروا انهم في مرتبة أعلى من المصريين ومسكهم مناصب الدولة الكبيرة و الاقتصاد اللي كان بيسيطر عليه بشكل كامل من الأجانب خصوصًا الأرمن و اليهود و اليونانيين اللي كانوا كل مجموعة منهم بينافسوا التانيين علي مين اللي يستحوذ علي أكبر قدر من النفوذ و التقرب أكتر و أكتر من محمد علي
محمد علي زي أي حاكم له إيجابيات وله سلبيات، لكن اللي يهمني هنا وبركز عليه نقطة دوره في تشكيل المجتمع المصري الحديث بتنويعاته الثقافية
فـ في وقت من الأوقات لما كانت مصر في قمة ازدهارها اقتصاديًا و في كل المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية وغيرها هنلاقي إن دي فترة إزدهار لهجرات لمصر وفي فترة ركود في مصر في شتى النواحي هي فترة قلة في هجرات او التنوع الديموغرافي في مصر
مش معني ده إن الأجانب هم السبب الوحيد بس في نهضات مصر علي مر العصور لكن هم سبب أساسي فمؤسس مصر الحديثة " محمد علي باشا " أجنبي!
محمد علي كان متسامح دينيًا مع غير المسلميين من المسيحيين و اليهود ولدرجة إن العثمانيين وخصومه كانوا ماسكين دة دة كشيء سلبي وبيتهموه إنه أقرب للمسيحيين (خصوصًا الأرمن) من المسلمين الأتراك واللي خلي بعد كدة يبقي في عداوة سياسية/دينية ما بين الأرمن واليونانيين كمسيحيين و بين الأتراك كمسلميين ع مين اللي يكون له الكلمة الأعلي في مصر
والباشا الكبير كان شخصية ذكية جدًا عِرف وقِدر إنه إزاي يطوّع الكل له وينسج المجتمع المصري ويشكّله ويغير أفكاره ويطورها
وكسب ولاء الأجانب فيه و طبعًا ده مش من غير مقابل فكانوا هم البناة الحقيقيين لمصر اقتصاديًا وصناعيًا (حتى في الحرف البسيطة) وتجاريًا وثقافيًا وحتى فنيًا في كل مجالات ونواحي الفنون
الأجانب أثروا في مصر بشكل كبير جدًا وبعتبر أن لولا سياسة محمد علي دي بالرغم من إن ليها جوانب سلبية إلا إنها مكنتش مصر زاي ما كانت في تقدم في كل المجالات لأنه استفاد من خبرات و مهارات كل اللي هاجروا لمصر ووظّف ده في بناء الإمبراطورية المصرية
واللي ناطح بيها الإمبراطورية العثمانية نفسها وخلي مصر قوة عالمية عظمى، وكمان حصل للمصريين ثراء ثقافي كبير بعد كدة بمرور الوقت كل المكونات اللي جات لمصر امتزجت في الشعب و أنتجت مخزون ثقافي كبير
على الرغم من أن المصريين في عهد محمد علي كانوا و من بعده كانوا مش راضيين علي سياسة ان الأجنبي هو اللي يكون له كل شئ و هم ولا شئ إلا إنهم مكنوش فيهم حتة العنصرية أو التمييز أو الكراهية الكبيرة ضد الأجانب نفسهم بالعكس حتى الحرفيين والصناع والموظفيين الصغيرين من الأرمن و الشركس و اليهود وغيرهم كانوا عايشيين ومنتشرين في المناطق الشعبية مع المصريين خصوصًا في أحياء شبرا والعباسية والأزبكية وغيرها من الأحياء في القاهرة مش في مدن وجيتوهات منعزلة
كمان في الإسكندرية اللي كانت الميناء الأساسي والرئيسي للمهاجريين لمصر و كانوا في باقي مدن مصر بس بش أقل و مكنوش عايشيين في جيتو خاص لهم، ودة بيظهر إن إزاي كان في تسامح ما بين المصريين وبينهم وتقبل المصريين لهم ساعد في استقرارهم في مصر وانصهارهم في الشعب المصري مع مرور الزمن
الأجانب كانوا من بيئات و أنحاء كتيرة من العالم جم واستقروا في مصر و بالرغم من أنهم أصلًا مختلفيين في ما بينهم و ما بينهم وبين المصريين لكن محصلش صدامات حضارية / ثقافية / دينية مع بعض بل بالعكس تمامًا وحصل توافق بين كل الثقافات دي وثقافات المصريين اللي هي أصلًا مختلفة ومتراكمة من آلالاف السنين ونتج عنها الثقافة المصرية المعاصرة
وكانوا بيلعبوا دور "المُلهم" و"المُحفز" للمصريين لأنهم بيجوا بثقافات وخبرات جديدة علي المصريين فالمصرين بيستفادوا منهم و بيتأثروا من هم و بيبدعوا في كل المجالات ولو مسكنا مجالات الفنون بكل أنواعها هنلاقي إن كل الفنون الحديثة في مصر مؤسسيها و اللي دخلوها لمصر كانوا أجانب و بعد كدة المصريين دخلوا في المجالات دي و أبدعوا فيها هم كمان، وكمان ارتقوا بالفن الحديث وفنون المسرح والتمثيل والغناء في مصر وطوروه
تعليقات
إرسال تعليق