فن "النوبان".. التراث الثقافي الغنائي النوبي في دول الخليج
كانت التجارة زمان مش مجرد حركة البيع و الشراء لكن كان لها في التواصل الحضاري بين البشر وأثر كبير في التنقل السكاني من مكان لمكان تاني والاحتكاك بين الشعوب والثقافات المختلفة، فينتقل الشخص ومعاه هويته وثقافته وكمان أغانيه وتراثه، واللي بيأثر بطبيعة الحال على المتواجدين في المكان أصلًا، ودة جرى مع بين النوبيين والخلايجة.
في البداية من مئات السنين بسبب التجارة بين بين سواحل شرق أفريقيا وشط العرب، حصل تبادل تجاري وثقافي كبير فأنتقلت بعض الثقافات الأفريقية لشبه الجزيرة العربية، وبداية من عمان اللي بتعتبر بوابة الخليج العربي لباقي دول الخليج.
فأثر النوبيين على العمانيين بتراثهم الغنائي فنلقوا لـ عُمان فن بيتسمى "النوبان" ومحليًا بيسموه "الطنبورة"، وبيتصنف إنه من الفنون التراثية الأفروعُمانية، وهو فن نوبي الأصل انتقل بسبب التجارة لـ عُمان ومنها انتشر لباقي أرجاء الخليج، هو غناء ورقص وعزف على أله الكِسر النوبية أو زاي ما بيسموها الخلايجة دلوقتي "التنبورة أو الطنبورة"، وهي آلة موسيقية بتتسمى نفس الاسم "طنبور"، وترية خماسية الأوتار بيتعزف عليها بس السلم الخماسي، وشبيهة جدًا بآلة القيثارة عن المصريين القدماء.
فن النوبان بيعتمد بالأساس على آله الطنبورة بجانب الطبول وعلى إيقاعاتهم، بيرددوا الأغاني وبيرقص الراقصين في صفيين متقابلين برقصات شبيه إلى حد ما لرقصة الأراجيد النوبية في مصر والسودان، وبيرددوا الأغاني المتوارثة من أجيال بطريقة شفهية.
ومع مرور الزمن انتقل فن "النوبان" لدول خليجية تانية منها الإمارت وقطر والكويت وبعض أجزاء من السعودية، ففي الإمارات بيعتبر فن النوبان من أبرز الفنون التراثية وافدة الأصل، ومع الوقت تأقلمت مع البيئة الإماراتية واكتسب بعض السكان الفن وتناقلوه لحد دلوقتي، وفي عدد من الفرق الغنائية الخليجية اللي بتأدي فن النوبان في المهرجانات وغيرها.
تعليقات
إرسال تعليق