أبنوس | Ebony

على الرغم من التباعد الجغرافي بين مناطق أفريقيا الشاسعة إلا أن في تشابه وتقارب كبير بين لغاتها مثلًا في تقارب كبير بين لغة الولوف المنتشرة في غرب أفريقيا وهي لغة بتنتمي لعائلة لغات النيجر/ الكونغو، مع لغة النوير اللغة الخاصة لقبائل النوير المنتشرة في جنوب السودان واللي بتنتمي لعائلة اللغات النيوصحراوية وتحليلي الشخصي للموضوع دة إن التقارب اللغوي جيه لأن الشعوب المتحدثة باللغات دي كانت متجاورة مع بعض قبل الهجرة السكانية العظمى اللي حصلت من قرابة 2000 سنة وغيرت التوازن السكاني في أفريقيا بهجرة قبائل زاي البانتو والزاندي من غرب القارة إلى وسطها، ومع الوقت استمر الانتشار في مناطق الوسط والشرق خلال البحث على المراعي

المغني والعازف العالمي علي فاركا توريه Ali Farka Touré من دولة مالي وبينتمي لمدينة تُمبكتو التاريخية، أتولد في 1939 واتوفى في 2006 توريه أخد شهرة عالمية بعد ألبومه Talking Timbuktu ، اللي أطلقه سنة 1994 بتعاون بينه وعازف الجيتار الأمريكي راي كودر، الألبوم حقق انتشار واسع في أمريكا وأوروبا وأخد جايزة جرامي موسيقى فاركا توريه ممتازة ورائعة بيخلط الموسيقى المالية الأفريقية بالبلوز والآلات الغربية، وبيعتبر من أبرز المغنيين اللي نشروا الفن الغنائي الأفريقي في الغرب فاركا كان عاشق لموسيقى بلده جدًا، وروّج لها وقال إن مالي دايمًا هي مكتبة لتاريخ الموسيقى في أفريقيا..

Ajak Deng خلال السنين القليلة اللي فاتت بدأت تتزايد أعداد عارضات الأزياء الجنوبيات (من جنوب السودان) أكتر وأكتر على ساحة الموضة العالمية، وبقوا وجوه مألوفة في عروض الأزياء العالمية في لندن وباريس ونيويورك وميلانو وغيرها وغيرها من أسابيع الموضة حول العالم الحقيقة أنا سعيد جدًا بالصعود القوي للجنوبيات وإنهم أثبتوا نفسهم.. مش لمجرد إنهم اتغلبوا على ظروف حياتية صعبة جدًا، في منهم كانوا لاجئات، لكن علشان هما جزء أساسي من حركة التغيير الكبيرة اللي حصلت وبتحصل دلوقتي في معايير عارضات الأزياء في صناعة الموضة زمان كان في معايير معينة لازم تكون في الموديل من حيث الأشكال والمواصفات، لكن حاليًا مجال الموديلينج بقى أوسع وأشمل وبقى في عارضات متنوعات جدًا ومنهم الجنوبيات، وكمان هما بيساهموا في تغيير مفاهيم ومعاير الجمال العالمية نفس الشيء لمعايير الجمال القديمة من 20 أو 30 سنة مبقتش هي هي اللي موجودة دلوقتي بل أن المعايير والمقاييس العالمية مالت لإنها تستوعب إن من ضمن "الجمال" السمراوات برده، بل وبقى يتم اختيارهم من ضمن الأجمل عادي جدًا وبيتم تصنيف الجنوبيات إنهم من أجمل نساء

دايمًا بيتم الإشارة لأفريقيا إنها قارة متخلفة لا تمت للحضارة بأي صلة، خاصة أفريقيا السوداء مناطق جنوب الصحراء الكبرى لكن دة اعتقاد خاطئ، كان في حضارات لكن مشكلتها هي عدم التدوين والتسجيل وغيرها من الأمور، وهتكلم في دة بالتفاصيل مع الوقت، ابتديت مع ماناسا موسى إمبراطور مالي، أغنى إنسان في البشرية، اللي اهتم بمختلف أنواع العلوم والفنون منها العمارة وغيرها. ودلوقتي هتكلم عن حضارة في جنوب القارة بتبعد 5600 كيلومتر عن حضارة إمبراطورية مالي وهي حضارة زيمبابوي الكبرى اسم زيمبابوي معناه بلغة البانتو "مدينة الأحجار"، بيتكون من مقطع "زيمبا" يعني بيوت، و"بوي" يعني الأحجار قامت الحضارة في مملكة زيمبابوي، بسبب الطفرة الكبيرة في استخراج الدهب زي ما حصل كدة مع حضارة مالي، بالإضافة لاكتشفهم للأحجار الكريمة. ودة كان في السنة 1000 ميلادي لما أسست قبيلة شونا وهي فرع من قبائل البانتو إمبراطورية على مرتفعات هضبة روديسا وسمتها زيمبابوي، وكان عددهم ساعتها تقريبًا 15 ألف نسمة وبالصدفة اكتشفوا ترسبات الدهب في المملكة دي وكان حُسن استغلالهم لثروات مملكتهم الأثر ال

من أكتر الحاجات اللي مرتبطة بالصورة الذهنية السلبية تجاه أفريقيا هي الملاريا، والملاريا مرض خطير وفتاك له ضحايا كتير حولين العالم وخصوصًا أفريقيا وفيها أكتر من 90 % من ضحايا المرض، خاصةً في مناطق جنوب الصحراء الكبرى لكن على الرغم من كدة الملاريا دي كانت في وقت من الأوقات هي السلاح الطبيعي اللي حامى قارتنا السمرا من الأعداء المستعمرين من أوروبا لفترة أكتر من 500 سنة، دة حصل إزاي؟ بداية من القرن الـ15 بدأت الرحلات الاستكشافية الأوروبية "البرتغالية" لأفريقيا، وكانت الرحلات دي مقتصرة بس على السواحل الأفريقية لحد ما اكتشفوا البرتغاليين كل السواحل الأفريقية سنة 1498 برحلة فاسكو دي جاما بعديه جيه كتير مستكشفين برتغاليين وإسبان وبلجيك، عشان يعرفوا حجم الثروات في القارة وإزاي يستفادوا منها بأفضل طريقة ممكنة ولما كبرت واتكونت الإمبراطوريات الأوروبية وأساطيلها البحرية الضخمة، اتفتحت عنيها على أن لازم يستكشفوا أراضي جديدة خارج أوروبا، وسعاتها كانت أفريقيا هي الهدف الأكبر لكن الأوروبيين من البريطانيين والإسبان والبرتغاليين والبلجيك والألمان، مقدروش يقتحموا ويتوغلوا في القار

زي النهاردة من 214 سنة أجمع علماء مصر وزعاماتها وقياداتها الشعبية على تنصيب محمد علي باشا إنه يكون والي على مصر، في حالة سياسية شديدة الحساسية بين الإنجليز والفرنساويين والدولة العثمانية والمماليك وبين المصريين بزعمائهم الوطنيين سواء نتفق أو نختلف على الطبيعة السياسية لمحمد علي باشا في الفترة دي، وإزاي بدأ فترة ولايته وقضاءه على بعض الزعامات المصرية غير الموالية له والمماليك كذلك وغيرهم، وفي حاجات كتير ليا تحفظات عليها، لكن في فترة محمد علي باشا اللي امتد حكمه لـ43 سنة وأسس أسرة ملكية "الأسرة العلوية" امتد حكمها لحد انقلاب 23 يوليو، اللي يهمني في فترته دي هي الحالة الفريدة من نوعها اللي كان عليها المجتمع المصري محمد علي باشا كان شخصية فريدة في تاريخ مصر ومثيرة للاهتمام جدًا جدًا، بدأ حياته من الصفر لحد لما وصل لحكم مصر وإمتد سلطانه بعد كدة لمناطق كتير منها السودان واليونان وقبرص والشام والحجاز وغيرهم، فاختلط المصريين سكان وادي النيل بغيرهم من الشعوب والثقافات المختلفة عنهم، وحصل مزيج مدهش للمجتمع المصري بعتبره إنه هو الأول من نوعه في تاريخ مصر من قبل كدة محمد علي

جبل آرارات وهو أهم معالم أرمينيا واعتزاز للأرمن عبر التاريخ الموضوع دة مش بناقشه وبتكلم فيه لإثارة مفهوم "أرمينيا بتعتنا" وأي بلد كانت تابعة لمصر أو تحت نفوذ الحكم الصري في أي وقت من أوقات وحقب التاريخ تبقى مصرية، لكن للتأكيد على جزء من التاريخ المشترك بين الشعبين المصري والأرمني، والعلاقة بينهم، والأرمن لهم تراث كبير وشكلّوا شريحة مهمة من المجتمع المصري ولهم بصمات في تاريخ مصر على امتداد مئات السنين ولحد دلوقتي امتد الحكم المصري لأرمينيا "أرض الأرمن" التاريخية في القرن الـ13 خلال فترة حكم المماليك، واحتلالها كان لسبب أن ملك أرمينيا كان بيحرض الروم والتتار ضد الظاهر بيبرس اللي كان سلطان مصر في الوقت دة فـ الظاهر بيبرس قرر الانتقام من الروم والتتار والأرمن معاهم، وجهز جيش ضخم من مصر بقيادته وإتجه لحدود دولة المماليك في سوريا وانطلقوا لمدينة عنتاب اللي حاليًا موجودة في تركيا ومنها لأرمينيا اللي جغرافيًا موجودة في شرق تركيا، بهدف تأديب ملك الأرمن "هيثوم" وعقابه وكان في هدف تاني هو تأمين الحدود الشمالية والشمالية الشرقية والسيطرة على الحصون والقلاع

لوحة لسوق الغورية خلال القرن الـ18 هاجر مجموعة كبيرة من السوريين من بلدهم لمصر، بسبب اضطرابات طائفية وسياسية، وكانت غالبية المهاجرين من مدينة حلب وبعدها جات مدينة حمص وبعد كدة مدينة حما، كانت الغالب على المهاجرين في الفترة دي دول دينيًا كاثوليك وموارنة، ودة نتيجة لاضطهاد الكاثوليك في حلب ودمشق بالذات من الأرثوذوكس بسبب طلبات الكاثوليك للقناصل الأوروبية بنيل حمايتها اللي حفز السوريين على التوافد بكترة لمصر خلال الفترة دي إن كان في ترحاب من المصريين بيهم، وظهر دة مع السوريين اللي هاجروا لمصر قبل الفترة دي بالذات في القرن الـ17 وقبل كدة كمان، ودول كان نسبتهم قليلة بالمقارنة مع هجرات القرن الـ18  فانتشروا السوريين في مصر وكان وصل بس عدد الكاثوليك في القاهرة 200 أسرة غير باقي أتباع الكنايس وغير المسلمين واليهود كمان  وكان الأسهل على السوريين الهجرة لمصر عبر الطريق البحري، وكانت دمياط هي المدينة المفضلة لهم وتعتبر تاني أكبر مدينة في مصر بعد القاهرة في تعداد السوريين في الزمن دة، وانتشروا في أنحاء المدينة مش في أحياء معينة ووصل بس عدد الكاثوليك في دمياط ما بين 200

من أقدم الدلائل على قدم العلاقة الطيبة بين الشعبين المصري والسوري هي قصة سنوحي، النبيل المصري اللي كان عايش قبل الميلاد بتقريبا 2000 سنة في عهد إمنمحات الأول، وله قصة شهيرة تعتبر من أوائل القصص الأدبية المصرية في التاريخ. وملخصها هو إن سنوحي كان صديق لولي العهد سنوسرت الأول وبعد وفاة والده اشتد الصراع بين سنوسرت وأخوه على ولاية العرش فخاف سنوحي على نفسه وقرر الهروب من مصر. إتجه سنوحي للدلتا ومنها لمملكة رتنو وحاليًا موقعها في سوريا وطلب من ملكها اللجوء ليها، واللي ساعد سنوحي إن كان في مصرين عايشين في المملكة السورية ووصلوا للملك إن سنوحي شخص نبيل وبيتمتع بالأخلاق وله مكانه عظيمة في مصر، فوافق ملك رتنو واستضاف سنوحي أفضل ما يمكن وعاش في المملكة. وبيذكر التاريخ إن أول تواجد للسوريين في مصر كان في عهد بناة الأهرام يعني في عهد الأسرة السابعة خلال الفترة من 2181–2160 قبل الميلاد، فحصلت هجرت كبيرة من سوريا وفلسطين كمان لمصر ودة من خلال طريقين الأول البر من خلال طريق القوافل التجارية بين مصر وسوريا وخط سيره من القاهرة لحد بلبيس ثم الفرما ثم قطيا ثم العريش ومنها للشام. والط