تاريخ التوزيع الديموغرافي للسوريين في مصر (2)

لوحة لسوق الغورية


خلال القرن الـ18 هاجر مجموعة كبيرة من السوريين من بلدهم لمصر، بسبب اضطرابات طائفية وسياسية، وكانت غالبية المهاجرين من مدينة حلب وبعدها جات مدينة حمص وبعد كدة مدينة حما، كانت الغالب على المهاجرين في الفترة دي دول دينيًا كاثوليك وموارنة، ودة نتيجة لاضطهاد الكاثوليك في حلب ودمشق بالذات من الأرثوذوكس بسبب طلبات الكاثوليك للقناصل الأوروبية بنيل حمايتها

اللي حفز السوريين على التوافد بكترة لمصر خلال الفترة دي إن كان في ترحاب من المصريين بيهم، وظهر دة مع السوريين اللي هاجروا لمصر قبل الفترة دي بالذات في القرن الـ17 وقبل كدة كمان، ودول كان نسبتهم قليلة بالمقارنة مع هجرات القرن الـ18 

فانتشروا السوريين في مصر وكان وصل بس عدد الكاثوليك في القاهرة 200 أسرة غير باقي أتباع الكنايس وغير المسلمين واليهود كمان 

وكان الأسهل على السوريين الهجرة لمصر عبر الطريق البحري، وكانت دمياط هي المدينة المفضلة لهم وتعتبر تاني أكبر مدينة في مصر بعد القاهرة في تعداد السوريين في الزمن دة، وانتشروا في أنحاء المدينة مش في أحياء معينة

ووصل بس عدد الكاثوليك في دمياط ما بين 2000 لحد 3000 شخص، غير العايشين على أطراف المدينة زي الموارنة اللي من مدينة حلب بالذات حبوا إنهم يستقروا على أطراف دمياط، وكمان في اللي هاجر منها للإسكندرية أو للإسكندرية مباشرة ثم لداخل مصر للقاهرة ومدن القنال وغيرها 

في القاهرة كان فيها سوريين من مدن مختلفة من اللاذقية وطرطوس ودمشق برده، ودول كانوا مهتمين جدا بالتجارة يهم زي جميع السوريين، وفضّلوا إنهم يستقروا في الأحياء التجارية اللي فيها أسواق كبيرة بشكل خاص
  
فالسوريين دول قاموا بشراء العقارات والمحلات وكانت اتوصفت سجلات المحاكم الشرعية في الفترة دي إنها كانت في حالة نشاط غير عادي في تسجيل ملكيات الشراء للسوريين، والإيجار، دة غير البعض التاني بداية من القرن الـ17 إتجهوا للزراعة واشتروا أطيان زراعية في أنحاء الأرياف المصرية، بل إن محمد علي باشا كان بيعتمد عليهم في الزراعة كمان واستعان بخبراتهم وزرع أصناع جديدة من الخضار والفاكهة اللي جبوها معاهم 

من أشهر الأماكن اللي سكن فيها السوريين المسلمين خاصة هي حي الأزهر والحسين أولًا علشان قريب من جامع الأزهر اللي كان بيدرس فيه عدد كبير منهم وفي رواق اتسمى باسم "رواق الشوام"، وتاني حاجة علشان حي الأزهر هو مركز رئيسي للتجارة في القاهرة، وفي الأزهر أسس السوريين سوق مشهور جدًا وموجود لحد دلوقتي هو "سوق الحمزاوي" أو وكالة الحمزاوي في منطقة الغورية اللي من أضخم أسواق اأقمشة في القاهرة، وهو كان وكالة لتجار الأقمشة والحرير اللي جُم بالذات من دمشق وحلب وجابوا معاهم خبراتهم الواسعة في تصنيع القماش والحرير    

وزي ما معروف دايمًا عن السوريين إنهم لما بيروحوا منطقة أو مكان بيزيدوا فيه بكترة فالمنطقة حولين سوق الحمزاوي كترت فيها وكالات ومساكن السوريين بالذات الحلبيين وأخدوا وضعهم جدًا وبقى لهم تواجد كبير في مناطق الحسين والأزهر وخان الخليلي والدرب الأحمر، وفي مناطق كانت عادي فيها تجار مسيحيين بنفس حجم التجار المسلمين زي الجمالية، كانت فيها نسبة معقولة من المسيحيين الملكانيين وكذلك في منطقة باب زويلة 

منطقة تانية في القاهرة كانت مركز تواجد للسوريين هي منطقة بين القصرين، كانت زي جيتو للسوريين خاصة الحلبيين. أما بالنسبة لأصحاب الحرف اليدوية البسيطة والصناعات الصغيرة جدًا كان لهم تواجد ضخم في بولاق وباب الشعرية

في باقي محافظات مصر انتشر السوريين بالذات في الإسكندرية اللي كانت رقم 3 في تعدادهم، لكنهم مكنوش مؤثرين زي السوريين في القاهرة، وانتشروا في محافظات تانية زي الغربية والقليوبية والشرقية والجيزة وسوهاج وغيرهم، وكان السوريين فيها بيتزوعوا بالذات ما بين الحلبيين والحمويين والحمصيين بالأخص

السوريين في القرن الـ17 والـ18 وكمان الـ19 بالذات كانوا جالية نشيطة جدًا ومتغلغلة في المجتمع المصري مكنوش عايشيين في مخميات ولا جيتو أو منطقة منغلقة بأسوار على نفسها بل بالعكس كانوا عايشين بين بيوت المصريين ومحلاتهم كانت بين محلات المصريين عادي جدًا، ومنقدرش نحدد عددهم الإجمالي في مصر كان قد إية لأن كان في صعوبات في التوثيق والإحصاءات، ومع الوقت انهصر غالبيتهم واللي اتبقى هاجر من مصر في حكم عبد الناصر مع الأجانب والمصريين اللي من أصول أجنبية اللي تم إجبارهم على الهجرة من مصر

ورجعوا تاني السوريين لمصر بعد الثورة السورية وسكنوا في أماكن كتير في القاهرة بالأخص 6 أكتوبر ومدينة نصر، وفي الإسكندرية كمان

#مصر_متعددة_الثقافات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعثة الملك نخاو للدوران حول أفريقيا

اللون البنفسجي.. من لبنان للعالم القديم وأغلى من الدهب

"النوبية".. لغة ولا لهجة؟