حقبة الـ100 سنة من الحكم المصري لبلاد الأرمن
جبل آرارات وهو أهم معالم أرمينيا واعتزاز للأرمن عبر التاريخ |
الموضوع دة مش بناقشه وبتكلم فيه لإثارة مفهوم "أرمينيا بتعتنا" وأي بلد كانت تابعة لمصر أو تحت نفوذ الحكم الصري في أي وقت من أوقات وحقب التاريخ تبقى مصرية، لكن للتأكيد على جزء من التاريخ المشترك بين الشعبين المصري والأرمني، والعلاقة بينهم، والأرمن لهم تراث كبير وشكلّوا شريحة مهمة من المجتمع المصري ولهم بصمات في تاريخ مصر على امتداد مئات السنين ولحد دلوقتي
امتد الحكم المصري لأرمينيا "أرض الأرمن" التاريخية في القرن الـ13 خلال فترة حكم المماليك، واحتلالها كان لسبب أن ملك أرمينيا كان بيحرض الروم والتتار ضد الظاهر بيبرس اللي كان سلطان مصر في الوقت دة
فـ الظاهر بيبرس قرر الانتقام من الروم والتتار والأرمن معاهم، وجهز جيش ضخم من مصر بقيادته وإتجه لحدود دولة المماليك في سوريا وانطلقوا لمدينة عنتاب اللي حاليًا موجودة في تركيا ومنها لأرمينيا اللي جغرافيًا موجودة في شرق تركيا، بهدف تأديب ملك الأرمن "هيثوم" وعقابه وكان في هدف تاني هو تأمين الحدود الشمالية والشمالية الشرقية والسيطرة على الحصون والقلاع الاستراتيجية هناك
الجيش المصري لما وصل أرمينيا اشتبك مع الجيش الأرمني في معركة كبيرة اتقتل فيها ابن الملك هيثوم ملك الأرمن وإخواته وكبار أمراءه، وابنه التاني أتاخد أسير واترحل على مصر، واجتاح الجيش المصري العاصمة سيس وأبادها وقتل الفرسان واتنهبت المدينة
في بعض الفظائع تم ارتكابها في المعارك دي زي إستباحة دم الجميع ما بين رجال ونساء وأطفال وتحويل كنيستها لجامع وسلب ونهب كل مدن أرمينيا وفي مدينتين هما مسيس والمصيصة اتساووا بالتراب
في الأخر الملك هيثوم قرر الاستسلام والقبول بحماية مصر على أرمينيا ودفع الجزية وسلّم كل قلاع وحصون المملكة ودة كان في سنة 1267م، ولما اتأكد بيبرس من نجاح حملته وتأمين حدود دولته من مخاطر التتار والصليبيين رجع على مصر
استمرت حالة تبعية أرمينيا للحكم المصري لحد زمن السلطان قلاوون، حصلت حرب تاني بسبب شكوى الأرمن من سوء معاملة أمراء المماليك في بلادهم فقرر قلاوون إرسال حملة كبيرة وارتكبوا برده مساوئ كتير، وتمت السيطرة على كامل بلاد الأرمن تمامًا وإحكام القبضة عليها
في 1302م وللمرة التانية حصلت حملة جديدة على بلاد الأرمن في عهد الملك الناصر لتأديب الأرمن وعقابهم على خيانتهم للمصرين ومساعدتهم للتتار أعداء مصر، ونجحت الحملة كالعادة في إحكام السيطرة ورجعت لكن استقرت في سوريا. نفس الموضوع اتكرر في سنة 1304م، وبرده في 1314 خاصة في مدينة ملطية، واتكرر نفس الموضوع بالظبط والمرة دي كان تقريبا تمت إبادة سكان المدينة تمامًا ما بين عسكريين ومدنيين علشان يكونوا عبرة لغيرهم، واتاخدت الأطفال كمماليك
اتكرر نفس الحال لحد ما استسلمت أرمينيا نهائيًا للمصريين في 1375 ورضيوا بالأمر الواقع وتمت ضمها للحكم المصري، لحد ما سقطت دولة المماليك وانتقل حكمها من المصريين للأتراك العثمانيين، لحد ما نالت استقلالها رسميًا في 1918 وبقت دولة مستقلة
وعلى الرغم من كل الحروب والمعارك دي بين المصريين والأرمن، إلا أن مصر كانت من أكبر الدول اللي استقبلت الأرمن خلال القرون من الـ16 والـ17 والـ18، وآمن فيها الأرمن وانتشروا في مدنها وأحياء القاهرة، وبقوا جزء من المجتمع المصري، وكانوا هما مع المماليك نفسهم في إدارة الدولة والوظايف العليا خلال حكم العثمانيين ومن بعدهم محمد علي باشا والأسرة العلوية
المصادر:
- المماليك في مصر، أنور زقلمة
- كيف واجه الظاهر بيبرس الخطر الأرمني؟، ميدان
تعليقات
إرسال تعليق