الجذور التاريخية لخلافات المصريين مع الأثرياء السوريين في مصر (3)



تعدي أيام وبرده مستمر موضوع الحملة المُسيئة ضد السوريين في مصر بسبب مشكلة صاحب المطعم السوري وخناقته مع سيدة مصرية

بالنسبة ليا السوء في الموضوع هو تعميم مشكلة تخص شخص بأنها مشكلة لكل الناس اللي بينتمي لهم، واتحول الموضوع وأخد طابع عنصري ضد السوريين

لو رجعنا شوية في التاريخ هنلاقي إن موضوع المشاكل بين قطاع كبير من المصريين مع بعض السوريين المقيمين في مصر لأجل الشغل والتجارة، موجود من زمان ومش شيء جديد

زي ما ذكرت في التدوينة السابقة الخاصة بالسوريين إن السوريين خلال وجودهم في مصر من القرون الـ16 والـ17 دخلوا في مجالات كتير من التجارة والصناعة

ولحد إن في وقت من الأوقات اتقدرت ثروات الشوام في مصر خلال بداية القرن العشرين بـ50 مليون جنيه ودة بيمثل 10% من إجمالي الدخل القومي لمصر كلها!

نرجع لنقطة المشاكل بين المصريين وبعض السوريين، لما جيه السوريين لمصر خلال القرون اللي فاتت كان في منهم تجار كبار أصحاب رؤس فلوس ضخمة وفتحوا في مصر وكالات كبيرة

مع بدايات القرن الـ19، نجح السوريين دول إنهم يكونوا ضمن الطبقة الأرستقراطية في مصر في فترة قياسية ومنهم حبيب باشا السكاكيني، وبقوا من ضمن العناصر الأجنبية اللي بيعتمد عليها الاقتصاد المصري هما بجانب الأرمن واليونانيين وغيرهم

وكان بعض الأثرياء السوريين من الأمثلة السيئة لأصحاب الفلوس، فـ كانوا بيعاملوا المصريين معاملة استعلائية وجافة وكانوا بيتعاملوا بس مع الأجانب من الطبقة الأرستقراطية واعتبروا نفسهم راقيين أكتر ومن ضمن الجاليات الأوروبية في مصر وعاشوا عيشتهم وانعزلوا عن المجتمع المصري والتفاعل معاه

ودخلوا أولادهم مدارس أوروبية وحتى أطلقوا على نفسهم ألقاب أوروبية زي "الكونت دو صعب" و"الكونت دو شديد"

الوضع دة خلّى قطاع كبير من المصريين بينفروا من السوريين الأثرياء وبيشوفهم إنهم بينهبوا ثروات وخيرات البلد، لكن الوضع دة كان مختلف تمامًا لباقي السوريين في مصر من أصحاب المهن البسيطة والحرف اللي كانوا متداخلين مع المصريين بشكل كامل في تفاصيل حياتهم ومتعايشين في سلام وهدوء


المصادر:
- كتاب الشوام في مصر، السيد سمير
- بحث هجرة الشوام إلى مصر خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر و بدايات القرن العشرين، ماهر درويش

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعثة الملك نخاو للدوران حول أفريقيا

اللون البنفسجي.. من لبنان للعالم القديم وأغلى من الدهب

"النوبية".. لغة ولا لهجة؟