المذهبية في البحرين وسوء إدارة التنوع في دول المنطقة
مظاهرة مناهضة للمذهبية في البحرين |
الفترة الحالية بتمر مملكة البحرين بأزمة كبيرة بسبب زيادة الكراهية المذهبية، اللي بتزيد وتيرتها ووصلت لحد العنف وحصل تفجير إرهابي في منطقة شيعية، واللي زاد الموضوع سوء سحب الجنسية من الشيخ "عيسى قاسم" زعيم الشيعة في البحرين، الحادث اللي خلى الشد والجذب يزيد أكتر بين البحرين وإيران، واللي بينذر لتطور الأوضاع للأسوء مع الوقت خلال الفترات اللي جاية.
البحرين مملكة صغيرة في المساحة والتعداد السكاني بيحكمها "آل خليفة" وهي عيلة سُنّية المذهب، بينما أن أغلب الشعب البحريني هو من المذهب الشيعي 70% (مصادر أجنبية)، وغير كدة في سياسيات ممكن تكون متشددة وتميزية ضد الشيعة من الحُكام، ودة اللي خلى الشيعة في مناسبات كتير يقوموا بمظاهرات واحتجاجات لتحسين أوضاعهم، وأتواجهت المظاهرات دي بالقمع الدايم.
بالأساس شعب البحرين شعب متجانس ومترابط وبيتميز بالتعايش السلمي مع بعضه من الأديان المختلفة والمذاهب، وحتى مع المهاجرين للبحرين من الشعوب والقبائل، لكن المشاكل المذهبية /الإثنية في الشرق الأوسط أثرت على البلد الهادي ده من سنين، في التأثيرات المذهبية والدينية والإثنية وزيادة روح التنابذ والكراهية في دول كتير محيطة بالبحرين، نقل للبلد الروح دي،
خصوصًا بسبب تأثيرات إيران والسعودية وحرب حزب الله اللبناني وإسرائيل في 2006 و2008 وزيادة المد المذهبي والشعور بالمذهبية على حساب الهوية الدينية أوالوطنية، وغيرها من الأحداث في العراق من بعد الغزو الأمريكي والحرب المذهبية في 2006/ 2007 والحرب السورية الحالية اللي اتحولت أو بتتحول لحرب مذهبية، وكذلك المشاكل في المنطقة الشرقية في السعودية وغيرها من المشاكل في الدول،
دي كلها شكلت تأثيرات في العلاقة بين السنة والشيعة في البحرين،
وبيكون في عامل كبير في تصاعد المشاكل دي بيكون في سوء إدارة التنوع المذهبي / الديني / الإثني من الحكام في الدول اللي فيها كثافات من مجموعات مختلفة، بجانب تأثيرات الأطراف الخارجية، سواء الإقليمية أوالغربية.
الدول اللي فيها مجموعات محتلفة بتقوم الحكومات والحكام بتهميشهم بالأخص عن باقي الشعب، فبيتولد عند المجموعات دي شعور بالظلم والاضطهاد، خصوصًا لما يكون تمييز ممنهج في النواحي الاقتصادي وتقديم الخدمات زاي ما حاصل في بعض مناطق السودان خاصة دارفور، وتمييز سياسي زاي ما حاصل مع السُنّة في العراق أو تهميش ثقافي زاي الشيعة في دول الخليج، أو النوبيين في مصر وأصحاب البشرة السودا في موريتانيا.
والمجموعات دي بتواجه التهميش والتمييز ضدهم بطرق مختلفة يا إما التقوقع على ذواتهم أو الهجرة أصلًا لدول تانية أو لدول فيها كثافة سكانية من نفس المجموعة اللي بتعاني من التمييز، يا إما بتواجه ده بالتمرد زاي قبائل جنوب السودان وغيراها في التمرد ضد السلطة المركزية في السودان واستقلالهم، أو بيكون الرد بالعنف وحمل السلاح زاي ما قام بيه الأكرد في العراق وتشكيل إقليم خاص بيهم، وفيما بعد تكوين دولة مستقلة عن الدولة الاتحادية العراقية،
إية الحل ؟
الحلول هي حلول ممكن متكونش واقعية جدًا وهي الإيمان بمفهوم الدولة الي بتستوعب الكل وبتساوي بين الكل بدون إي تمييز وإعلاء روح الوطنية والهوية الوطنية عن الهويات الدينية والمذهبية والإثنية، أو مفهوم الدول العلمانية بشكل خاص،
يا إما الخيار الأصعب وهو الاستقلال والانفصال، وحق تقرير المصير وده اللي قامت بيه جنوب السودان بشكل كامل وبشكل جزئي أكراد العراق، لكن الخيار دة سوءه في إن قيام دول أَحادية الدين أو المذهب أواللإثنية والعِرق فيما بعد هينتج برده دول تميزية ضد أقليات ومجموعات تانية و هتتكرر نفس السيناريو ودة اللي جرى، مع باكستان اللي انفصلت عن الهند الهندوسية ومع الوقت ميزت ضد الشيعة والطوائف التانية.
تعليقات
إرسال تعليق