مصر والقرن الأفريقي (1).. رحلات البخور والعطور






حرق البخور عادة قديمة في الثقافة المصرية متوارثة لحد دلوقتي، فـ ارتبط حرق عيدان البخور في البيوت والمحلات والمكان بالسكينة والبركة 

العادة دي موجودة من آلاف السنين، كان البخور مكون أساسي من مكونات التجميل زي صناعة الكحل لعيون الملكة نفرتيتي، وكمان كان بيستخدم بشكل رئيسي في الطقوس الدينية 

المُر، لبان الدكر، اللادن والكندر وغيرها من الأنواع كانت مرتبطة بالطقوس اليومية في حياة المصريين القدماء ومعابدهم خلال الصلوات ودة ظهر في نقوش كتير في معابد متفرقة 

أول مرة يتذكر فيها اسم البخور واستخداماته كان على حجر "بالمو" اللي بيرجع لفترة حكم الملك ساحورع في عهد الأسرة الخامسة (2429-2345 قبل الميلاد)

ساحورع كان عنده شغف كبير جدًا بالبخور لدرجة إنه بعت أساطيل ورحلات تجارية نيلية تستورده من خارج مصر من النوبة بل وتخطى النوبة للقرن الأفريقي وبلاد بونت (الصومال)

وكان دة أول تواصل حضاري بين مصر والمنطقة دي بسبب تجارة البخور والعطور الضروريين في الطقوس الدينية وكمان جاب الفضة والآخشاب النادرة زي الأبنوس وبالمقابل اتصدر لهم الدهب

الرحلات دي كان في مشكلة فيها إنها مكنتش متسجلة، وأول رحلات للقرن الأفريقي اللي تم تسجيلها ونالت شهرة هي رحلات الملكة حتشبسوت (1490 - 1469 قبل الميلاد) اللي اتسجلت أخبارها على جدران معبد الدير البحري في الأقصر

كانت حتشبسوت أمرت بتسير أسطول بحري لبلاد بونت لاستيراد البخور والعطور والقرفة وكمان الحيوانات زي النسانيس والكلاب وجلود الفهود وبجانب دة استقدام عدد من الأسر من سكان المناطق دي 

والمؤرخين الصوماليين قالوا إن دة أول تواصل شعبي متسجل ما بين الصومال ومصر وكان في علاقات اجتماعية وعائلية لأسر صومالية هاجروا مع القوافل دي للعيش في وادي النيل في مصر 

من بعد حتشبسوت، استمرت قوافل الرحلات المصرية للصومال والتبادل التجاري في عهد الملك تحتمس التالت اللي استفاد من التقدم في صناعة السفن في عصره وبعت سفن عن طريق البحر الأحمر مش النيل زي من قبله


المصادر:
- موسوعة مصر القديمة، سليم حسن
- صراع القوى العظمى حول القرن الإفريقي، صلاح الدين حافظ 
   

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعثة الملك نخاو للدوران حول أفريقيا

اللون البنفسجي.. من لبنان للعالم القديم وأغلى من الدهب

"النوبية".. لغة ولا لهجة؟