138 سنة على مذبحة الإسكندرية وقصفها واحتلالها.. والسبب حمار!




عاشت الإسكندرية 32 يوم ما بين 11 يونيو ولحد 13 يوليو سنة 1882، في جحيم اقتتال بين أهالي المدينة الأصليين وبين السكان الأجانب الأوروبيين في أحداث اتعرفت باسم "مذبحة الإسكندرية"

الحداث دي بدأت يوم 11 يونيو لما حصلت مشكلة بين شخص سكندري من أهل البلد وبين شخص تاني سكندري اسمه مكاري أصلًا من جزيرة مالطا وهو من الرعايا الإنجليز واختلفوا على تمن أجرة ركوب الحمار 

فـ الخلاف زاد واتحول لخناقة فالمالطي طعن المصري (اتقال إنه مات واتقال إنه اتصاب بس) وهرب المالطي في بيت حد يوناني مالطي فحصلت فتنة بين السكندريين المصريين والسكندريين المالطيين واليونايين بل والأوروبيين عمومًا في المدينة

حصل ضرب بينهم وضرب بالنار ووقع عشرات القتلى، المؤرخ عبد الرحمن الرافعي قال إن عدد القتلى كان 45 شخص 38 أجنبي و7 مصريين، لكن في مصادر تانية رفعت الرقم لـ200 و250 شخص غالبيتهم برده من الأجانب 

طول شهر دخلت المدينة في فوضى تامة سلب ونهب للمحلات والممتلكات وقتل وحرب بين الطرفين، وقصص بشعة كتير حصلت للأسف 

المهم إن اتقال إن إنجلترا هي اللي افتعلت المشكلة دي أو على الأقل استغلتها طبعًا، فـ بعد 30 يوم من واقعة المالطي والمصري دول بعتت أسطول بحري مكون من 15 سفينة دكّت الإسكندرية في قصف بدأ زي النهاردة 11 يوليو وانتهي 13 يوليو من نفس الشهر 

وبسبب وطئة القصف هاجر سكان الإسكندرية من بيوتهم والمدينة اتحرقت واحتلها الإنجليز، لمحاربة أحمد عرابي والقضاء على "هوجته"

في حاجة مميزة جدًا في أحداث قصف الإسكندرية وهي بطولة رجال المدفعية المصرية خلال القصف، رغم بساطة التسليح بالمقارنة مع الأسطول الإنجليزي لكنهم قاوموا ببسالة وفي شهادات كتير من مؤرخين وكتاب أجانب معاصرين للأحداث دي وحتى قادة الأسطول الإنجليزي حولين النقطة دي 

منهم الأميرال سيمور، في تقريره اللي رفعه للأميرالية البريطانية قال فيه "لقد قاتل المصريون قتال الأبطال وثبتوا في مواقفهم ثبات الشجعان وكانوا يجاوبون النيران الشديدة التي كانت تصبها عليهم مدافعنا الضخمة"

في كمان واحد من رجال البحرية الأمريكية اللي كان على متن السفينة الحربية لانكاستر وهو الكومندان جودريتش قال 
"جاوب المصريون رغم التفاوت الذي كان بينهما من ناحية العدد ومن ناحية عيار المدفع على النيران المتدفقة من أفواه  الأسطول الإنجليزي إجابة مدهشة لم تكن متوقعة بتاتًا بشجاعة تسوجب الإعجاب"

"عندما كانت المدرعة أنفلكسيبل ترسل مقذوفات زنة كل منها 1700 رطل على حصن الفنار وتصيب ساتره فتثير الأنقاض والأتربة إلى علو الفنار نفسه ويتخيل المرء عندما يرى ذلك أنه ليس في الامكان أن يعيش أي انسان تحت نيران كهذه النيران، لا يلبث بعد بضع دقائق عندما ينقشع الغبار أن يرى جنود المدفعية المصرية ملازمين مواقفهم يطلقون قذائفهم على خصمهم الرهيب"

وفي النهاية اتوفى في الحرب دي تقريبًا 700 فرد من القوات المصرية اللي كان عددها  1762 فرد، ومدون عددهم وبعض أسمائهم في دار المحفوظات المصرية، ومن أبرز المشاركين في الحرب القائمقام محمد بك نسيم والد توفيق باشا نسيم رئيس وزراء مصر في العشرينيات والتلاتينيات من القرن العشرين 


المصادر:
- كتاب يوم ١١ يوليه سنة ١٨٨٢، عمر طوسون
- مذبحة الإسكندرية 1882 بعيون جديدة، ميديل إيست، أحمد فضل شبلول


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعثة الملك نخاو للدوران حول أفريقيا

اللون البنفسجي.. من لبنان للعالم القديم وأغلى من الدهب

"النوبية".. لغة ولا لهجة؟