إزاي عرفنا نُطق اللغة المصرية القديمة؟

 



خلال الاحتفال بنقل المومياوات الملكية المصرية من متحف التحرير للمتحف القومي للحضارة المصرية كان في فقرة غنائية أسرت قلوب المشاهدين 

كانت ترنيمة مهابة إيزيس اللي غنتها بأداء أوبرالي تحففففة الفنانة أميرة سليم وكانت من تلحين هشام نزيه وترجمها ميسرة حسين وهي:

اى رمت نترو

أن باجو

نتس حنوت وعت

سنج أن إيست بغ أن اس جت اف

سنج أن إيست انتس حنوت آمنت تاوى ام اسيبوى

سنج أن ايست ايرت رع ور حسوت ام سبات

سنج أن إيست ردى نس عات أن نيسو بيتى

(الترجمة)

يا أيها البشر والآلهة الذين في الجبل

إنها السيدة الوحيدة

مهابة لايسة فإنها التي تلد النهار

مهابة لايسة فإنها سيدة الغرب والأرضين معا

مهابة لايسة فإنها عين رع عظيمة القدر في الأقاليم

مهابة لايسة فإنها التي تهب الكثير لملك مصر العليا والسفلى

كان في سؤال شغال غالبيتنا وهو إزاي عرفنا نطق الترنيمة دي وعموما إزاي عرفنا نطق اللغة المصرية القديمة؟ 

هو في البداية علماء المصريات نجحوا في الوصول لنطق اللغة المصرية القديمة فعلًا بس مش بشكل كامل وتام وأكيد 100%، لكن بعد محاولات واجتهادات طويلة ومتلاحقة 

المسألة دي كانت صعبة جدًا فعلًا وتعتبر أول محاولة جدّية للوصول للعلامات الصوتية للغة المصرية القديمة كانت في القرن الـ17 

على إيد القس والعالم اللغوي الألماني أتاناسيوس كيرشر لما أجرى أبحاث كتير على الموضوع دة واعتمد في أبحاثه على المقارنة بين المصرية القديمة والقبطية ولقى إن في اقتران بينهم 

ودة كان مفتاح ساعد بشكل كبير للوصول بشكل كبير لطريقة النطق للغة المصرية القديمة 

لكن كان في عقبة كبيرة وهي أصوات الحروف المتحركة/ العلة اللي مكنش معروف إزاي بتتنطق، عشان عدم وجودها هيخلق اختلاف في النطق وأكيد كان النطق شبه واحد مع مراعاة وجود لهجات 

بخصوص نشر اللغة زمان للتواصل والتفاهم بين المصريين، طبعًا كان موضوع نشرها بقيم صوتية ثابتة محددة في كامل الأراضي المصرية عملية شاقة ومش سهلة خالص 

لكن التباعد الجغرافي خلق اختلافات في النطق وبقى كل رمز مكتوب له مئات العلامات الصوتية ودة خلى اللغة المصرية القديمة لغة صعبة جدًا عشان شخص أجنبي يتعلمها

نرجع للحروف المتحركة.. لحل المشكلة دي لجأ علماء اللغويات لـ حيلة وهي إنهم يجمعوا الأسماء المصرية اللي مكتوبة في اللغات الأجنبية زي اللغة الأكادية واليونانية كدة مثلًا 

وتم الاتفاق على استخدام حرفين متحركين يكونوا بين الحروف الساكنة وهما "آ" و"إي" مثلًا كلمة سنب هتتنطق سينيب للتسهيل 

طبعًا دي طريقة مصطعنة ومش حقيقية للنطق الأصلي لكنها محاولات اجتهادية للتقريب بأكبر شكل ممكن للنطق، لكن برده المشاكل مش بتخلص وبقى في طرق كتير جدًا للتهجئة زي مثلًا اسم إمحوتب وزير الملك زوسر له 34 طريقة نطق مختلفة موثقة!


المصادر:

- مصر والمصريون، دوجلاس بريور/ إيميلي تيتر

- اللغة المصرية القديمة، عبد الحليم نور الدين

- Faculty Of Tourism and Hotel Management Helwan University/ Facebook

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بعثة الملك نخاو للدوران حول أفريقيا

اللون البنفسجي.. من لبنان للعالم القديم وأغلى من الدهب

"النوبية".. لغة ولا لهجة؟